للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به الى بلاده، فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام «٧» *.

٣- زواج محمد (عليه الصلاة والسلام) من خديجه

يعتبر زواج محمد (عليه الصلاة والسلام) من خديجة بنت خويلد ابن أسد نقطة تحول فى الجزء الأول من حياته، وتقول الرواية التقليدية أن خديجة (رضى الله عنها) لما سمعت عن أمانة محمد (عليه الصلاة والسلام) وصدق حديثه وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يخرج لها فى مال تاجرا الى الشام، وكانت قد تزوجت مرتين وكان اخر زوجيها من بنى مخزوم، ولكنها كانت الان تتاجر فى مالها الخاص عن طريق عمال تستأجرهم. ولقد سرت خديجة (رضى الله عنها) بما فعل محمد (عليه الصلاة والسلام) وبلغ اعجابها بشخصيته أن عرضت عليه الزواج منها فوافق. ويقال انها كانت فى الأربعين من عمرها** فى ذلك الوقت.

بينما كان محمد (عليه الصلاة والسلام) فى الخامسة والعشرين.

ربما كان عمر خديجة مبالغا فيه، فقد ذكرت المصادر أسماء سبعة ولدتهم لمحمد (عليه الصلاة والسلام) ، وهم: القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله (الطيب) والطاهر «٨» ، وقد مات الصبية جميعا صغارا، وحتى لو كان السبعة قد ولدوا فى سنوات متتالية كما يذكر أحد رواة ابن سعد، فان هذا يعنى أن عمرها (رضى الله عنها) كان قد بلغ الثامنة والأربعين قبل أن تلد الابن الأخير، وهذا أمر مستحيل


* رواية ابن اسحق كما ذكرها ابن كثير فى البداية والنهاية مع اثبات الزيادات التى أوردها المؤلف ولم يذكرها ابن كثير- (المترجم) .
(٧) ابن هشام، ١١٥- ١١٧.
** هذا قول حكيم بن حزام، ولكن ابن عباس رضى الله عنهما يقول ان عمرها كان ثمانية وعشرين عاما عندما تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام، رواهما ابن عساكر- (المترجم) .
(٨) ابن سعد، ج ١/ ١، ٨٥. (الصحيح أن أولاد الرسول ستة لا سبعة ابنان هما: القاسم وقد ولد قبل الاسلام، وبه كان الرسول يكنى والطاهر وقد ولد بعد الاسلام ويسمى أيضا الطيب وأربع بنات كما ذكر فى الأصل- (المراجع) .

<<  <   >  >>