للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«صبح الحق»

تبلّج صبح الحقّ، فانماث باطل ... وتلك الفيافي، في نعيم وسؤدد

إذا ما نسيم الوحي فاح أريجه ... ونادى منادي اللّيل: يا كون فاسعد

وراحت بشاشات الرّمال نواجيا ... ورجّعت الأصداء ترجيع منشد

زها الملك في أعطافها، فكأنّها ... رءوم زكا في حجرها كلّ أصيد

تزجّ بأفلاذ العلى في مهامه ... تصيّد باز الكفر بالقلب واليد

وتبعثها كالشّهب تصدع غيهبا ... وتحطم أصنام الهوى والتّعدّد

فأصبحت الجنّات طوع يمينها ... ومن يهو جنّات الهدايات يرفد

حباها «ابن عبد الله» خير تراثها ... من المجد، والعيش السّعيد المرغّد

وألبسها من عزّة الملك ما غدت ... تتيه به عجبا على كلّ فدفد

«محمد» صلّى الله عليه وسلّم

«محمّد» يا فخر العروبة، قد غدا ... يطيبب بهدي منك كل مهنّد

سننت على الأجيال شرعة ماجد ... يرى الهون في ذلّ النّفوس المبدّد

مهرت العلى كنز الصّدور إذا ونى ... أخو الهمّ عن بذل الفداء فلم يد

ولقّنتنا معنى الإباء مجرّدا ... وكيف يقاد الظّلم في شرّ مقود

وعلّمتنا صبر الكريم على الأذى ... إذا ما غدا رهنا بأشراف مقصد

وكيف نهوض العبقريّة عن هوى ... إلى المجد تحبوه بأكرم محتد

فديتك فاشفع بي إذا الخيل قصّرت ... وعيّ ركوبي في رضاك ومصعدي

فإنك كالبحر الذي لا يحدّه ... خيال ولا يحصيه قول معدّد

غنيت، ولم أفقر بحبّك مسلما ... وباسمك يحلو يا الأمين تشهّدي

تحنّ إلى أرض نزلت، جوارحي ... وتمعن في تحنانها والتّهجّد

إذا ما الهوى ألقى إليّ زمامه ... وكان طريفي في هواك ومتلدي

سكبت على قبر يضمّك مهجتي ... وصحت: أيا نفسي على الحبّ فاخلدي

<<  <   >  >>