للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخلافة، لأنهم أقرب الناس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولهم فضلهم وسبقهم إلى الإسلام، فعلي بن أبي طالب كفله الرسول الكريم، وتربّى في حجره، وآمن به وهو طفل، ورافق النبي الكريم في مراحل الدعوة كافة، وكانت له المواقف العظيمة في نصرة الإسلام ونبيه، وتزوج فاطمة ابنة رسول الله، وأنجب منها شابين، هما سبطا رسول الله، وكان على جانب عظيم من العلم والعقل والإيمان ومحاسن الأخلاق والشجاعة، فكان أهلا للخلافة، ولذلك فضّله قسم من المسلمين على غيره من الصحابة- رضوان الله عليهم-، وقدموه عليهم في أحقية الخلافة.

وقد ورد في القرآن الكريم ما يشيد بذوي القربى، من ذلك قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى [الشورى: ٤٢/ ٢٣] ، وقوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب: ٣٣/ ٣٣] .

وإن ورد في صحيح البخاري تفسير للآية الأولى، يبعدها عن التشيع، فروي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- «إلا المودة والقربى، قال: فقال سعيد بن جبير: قربى محمد صلّى الله عليه وسلّم، فقال: النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يكن بطن من قريش إلا وله فيه قرابة» «١» .

ويضاف إلى ذلك ما يذهب إليه الشيعة من أن رسول الله أوصى بالخلافة بعده لعلي صراحة، ويوردون في ذلك حديث الغدير، والوصية الصفراء، وحديث أهل العباء، وغير ذلك من الأحاديث التي تنص على تفضيل علي وأهل بيته، وحقهم في إمامة المسلمين.

ومعظم هذه الأحاديث لم ترد في كتب الحديث المعروفة، وإن جاءت بعض معانيها على نحو مختلف في غير كتب الصحاح، وما ورد في هذا الشأن في صحيح


(١) صحيح البخاري: ٤/ ١٥٤.

<<  <   >  >>