للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نهدي السّلام لأهل الغور من ملح ... هيهات من ملح بالغور مهدانا

أحبب إليّ بذاك الجزع منزلة ... بالطّلح طلحا وبالأغصان أغصانا «١»

ويذكر عبيد الله بن قيس الرقيات «٢» بعض منازل الحجاز في مطلع قصيدة له، فيقول:

ما هاج من منزل بذي العلم ... بين لوى المنجنون فالسّلم «٣»

ويستذكر التّهامي «٤» حبيبته التي تركها في الحجاز، فيقول:

أستودع الله في أرض الحجاز رشا ... في روضة القلب مأواه ومرتعه «٥»

وكان التشوق إلى أرض الحجاز في بداية الأمر من أهله الذين ابتعدوا عنه لسبب أو لآخر، وخاصة عند ما يكون هذا الابتعاد قسريا، مثلما جرى لأبي قطيفة ابن أبي معيط، الذي نفاه ابن الزبير عن المدينة، فأظهر شوقه إلى المدينة المنورة ومعاهدها، وقبر الرسول الكريم، فقال:

ألا ليت شعري هل تغيّر بعدنا ... قباء وهل زال العقيق وحاجره

وهل برحت بطحاء قبر محمّد ... أراهط غرّ من قريش تباكره

لهم منتهى حبّي وصفو مودّتي ... ومحض الهوى منّي وللنّاس سائره «٦»


(١) ديوان جرير: ١/ ١٦٠.
(٢) ابن قيس الرقيات: عبد الله بن قيس بن شريح، عدّ شاعر قريش في الإسلام، خرج مع مصعب بن الزبير ومدحه، ثم أمّنه عبد الملك بن مروان فمدحه. الأصفهاني: الأغاني ٥/ ٧٣.
(٣) ديوان ابن قيس الرقيات: ص ٧.
(٤) التّهامي: علي بن محمد بن نهد، شاعر مشهور من تهامة، زار الشام والعراق، وولي خطابة الرملة، ثم رحل إلى مصر، فاعتقل فيها وقتل سنة (٤١٦ هـ) . ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب ٣/ ٢٠٤.
(٥) ابن منقذ، أسامة: المنازل والديار ٢/ ٤.
(٦) الأصفهاني: الأغاني ١/ ٢٨.

<<  <   >  >>