للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المباشرة بالمدح:]

لكن بعض شعراء المدائح افتتحوا قصائدهم بما يقرب من المدح، ويشير إلى موضوع قصائدهم، فالواعظ البغدادي بدأ إحدى نبوياته بطلب شكر الله على بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الأمة العربية، فقال:

عليكم بشكر الله يا خير أمّة ... نبيّكم أعلى نبيّ وأرفع «١»

وبدأ الأبشيهي «٢» مدحته النبوية بالدعوة إلى زيارة النبي الكريم، فقال:

حثّ الرّكاب إلى الجناب الأفضل ... ودع التّعلّل بالخلائق وارحل «٣»

فهنا بدأ بعض الشعراء يتخففون من المقدمات التقليدية وغيرها للمدحة، وأخذوا يفتتحون قصائدهم بذكر رسول الله مباشرة، أو يجعلون الحديث عن المديح النبوي مدخلا لقصائدهم.

وصرنا نجد بين المدائح النبوية مدائح تخلو من المقدمات، فضّل شعراؤها الدخول في مديح رسول الله مباشرة، كأنهم شعروا أن ذكر النبي الكريم لا يحتاج إلى تمهيد وتقديم، فذكره مقدم على كل حديث، وهذا ما فعله البوصيري في همزيته حين افتتحها قائلا:

كيف ترقى رقيّك الأنبياء ... يا سماء ما طاولتها سماء «٤»

وللصرصري مدائح عدّة أضرب فيها عن ذكر المقدمات، ودخل في مديح النبي مباشرة، مثل قصيدته التي مطلعها:


(١) الواعظ البغدادي: معدن الإفاضات ص ٢٢.
(٢) الأبشيهي: محمد بن أحمد بن منصور المحلي، أديب مصنف، توفي سنة (٨٥٢ هـ) . السخاوي: الضوء اللامع ٧/ ١٠٩.
(٣) المجموعة النبهانية: ٣/ ٣٥٨.
(٤) ديوان البوصيري: ص ٤٩.

<<  <   >  >>