للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قفا بحمى سلع فساكنه الذي ... من الحادث المرهوب أصبح منقذي «١»

وتأتي المدائح النبوية التي تنظم للإنشاد في الاحتفالات الدينية وحلقات الذكر في الغالب دون مقدمات فالشاعر يبدأ المدحة النبوية بالمدح مباشرة، مثل البرعي الذي نظم أكثر من قصيدة من هذا اللون، فبدأ إحداها بقوله:

بمحمّد خطر المحامد يعظم ... وعقود تيجان القبول تنظّم

وله الشّفاعة والمقام الأعظم ... يوم القلوب لدى الحناجر كظّم «٢»

وهكذا نرى أن التقديم في قصائد المديح النبوي متباين، فمنه التقديم التقليدي الذي جمع الوقوف على الأطلال والغزل ووصف الرحلة. وقد قدم مادحو النبي الكريم بعض أجزاء هذا التقديم وأخّروها، ليحركوا رتابته، وحذفوا أجزاء منه، واستعاضوا عن ذكر الأطلال بذكر الأماكن المقدسة، إلى أن وصلوا في تلوين مقدماتهم إلى وصف الطبيعة أو الحديث عن التوبة والمغفرة والوعظ، وقسم منهم ترك المقدمات وشرع في المدح مباشرة.


(١) ديوان الصرصري: ورقة ٣٣.
(٢) ديوان البرعي: ص ٤٣.

<<  <   >  >>