للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدولة التّرك عزّت ملّة العرب ... وبابن أيّوب ذلّت شيعة الصّلب

وفي زمان ابن أيّوب غدت حلب ... من أرض مصر وعادت مصر من حلب «١»

بيد أن المماليك الأتراك لم يفسحوا لغيرهم مكانا واسعا في سلطة دولتهم، وانفردوا باتخاذ القرارات المصيرية، وهذا ما حزّ في نفوس العرب الذين ثاروا عدة مرات على المماليك، لكن ثوراتهم لم تنجح، فانكفؤوا على أنفسهم، يظهرون شخصيتهم وآمالهم في الثقافة والأدب، ويعزّون أنفسهم في العبادة والزهد.

وقد لمس بعض العرب انتقاص غيرهم لهم، فقال مؤلف كتاب (مبلغ الأدب في فضائل العرب) : «إن كثيرين من الفرق الأعجمية والطوائف العنادية، جبلوا على بغض العرب» «٢» .

وصرّح في كتابه أنه اختصر كتابا في هذا الباب لابن الحسين العراقي «٣» المتوفى سنة (٨٠٥ هـ) ، وجعل من كتابه إثباتا لفضل العرب، فعرض الأحاديث والروايات التي تؤيد ذلك «٤» .

من مثل (حب العرب إيمان وبغضهم كفر.. وحب العرب من محبة النبي.. وغير ذلك) «٥» .

وافتتح خطبة الكتاب بقوله: «الحمد لله الذي اختص العرب بين سائر الأمم بمزايا لا


(١) ديوان ابن سناء الملك ص ١.
(٢) ابن حجر الهيتمي: مبلغ الأرب ص ٣.
(٣) عبد الرحيم بن الحسين العراقي، تحول والده من العراق إلى مصر فولد فيها وتلقى العلم عن شيوخها، ثم طلبه في الحواضر العربية حتى أصبح محدّث عصره، تولّى عدة وظائف منها قضاء المدينة المنورة وخطابتها وإمامتها، توفي سنة (٨٠٦ هـ) . السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ١٧١.
(٤) المصدر نفسه ص ٤.
(٥) المصدر نفسه ص ٦ والحديث الثاني ضعّفه السيوطي في الجامع الصغير ١/ ٤٩٨.

<<  <   >  >>