للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ماء بناحية «نجد» على ثلاث مراحل من المدينة.

(وهي غزوة غطفان) وبنى/ محارب من «قيس عيلان» ، والذي جمعهم هو «دعثور بن الحارث المحاربي» وسماه الخطيب «غورث» ، وسماه غيره «غورك «١» » في أربعمائة وخمسين رجلا لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، في السنة الثالثة من الهجرة، واستعمل على المدينة «عثمان بن عفان» - رضي الله عنه- فلما سمعوا به صلى الله عليه وسلّم هربوا في رؤوس الجبال؛ فلم يلحق منهم أحدا، وأصاب الصحابة رجلا منهم يقال له: «جبار» من بني ثعلبة، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الإسلام؛ فأسلم، ثم رجع- عليه السلام- ولم يلق كيدا، وكانت غيبته إحدى عشرة ليلة.

وقال ابن إسحاق: «أقام بنجد» صفر «كله، أو قريبا من ذلك» ويقال لها:

«غزوة أنمار» قاله الحاكم، وغيره، وهي قبيلة منها «خثعم» ، و «بجيلة «٢» » ، واختلف في نسب «أنمار» ؛ فقيل: هو ابن «نزار بن معد بن عدنان» .

وقيل: إنه من ولد «كهلان بن سبأ «٣» » .


- قالوا: هل مررت بجمع، أو بلغك خبر قومك؟ قال: لا إلا أنه قد بلغني أن «دعثور بن الحارث» في أناس من قومه عزل. فأدخلوه على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فدعاه إلى الإسلام فأسلم، وقال: يا محمد أنهم يلاقوك؛ إن سمعوا بمسيرك هربوا في رؤوس الجبال، وأنا سائر معك، ودالك على عورتهم، فخرج به النبي صلى الله عليه وسلّم، وضمه إلى «بلال» ، فأخذ به طريقا أهبطه عليهم من كثيب، وهربت منه الأعراب فوق الجبال، وقيل ذلك غيبوا سرحهم في ذوى الجبال ودراريهم فلم يلاق رسول الله صلى الله عليه وسلّم أحدا ... » اه-: شرح الزرقاني على المواهب ٢/ ١٤، ١٦ بتصرف.
(١) «غورك» لم أجده بهذا الاسم في المصادر والمراجع المتوافرة لدى والله أعلم.
(٢) حول الاختلاف في «نسب أنمار ... الخ» قال ابن حزم في (جمهرة أنساب العرب) ص ١٠: «قوله نزار بن معد بن عدنان: مضر، وربيعة، وإياد، وقيل: وأنمار» . وذكر أن خثعم، وبجيلة، من ولد أنمار والله أعلم. إلا أن الصحيح المحض الذي لا شك فيه؛ أن قبائل مضر، وقبائل ربيعة ابنى نزار، ومن تناسل منهم من إياد، ومن عك؛ فإنهم صرحاء ولد إسماعيل «ولا يصح ذلك لغيره البتة» اه-: جمهرة أنساب العرب. وانظر: نفس المرجع- الجمهرة- الصفحات بأرقام: ٣٧٨، ٣٩٠، ٣٩٢، ٤٧٥، ٤٨٤.
(٣) حول «غزوة ذي أمر» انظر: المصادر والمراجع الاتية: ١- (مغازي الواقدي) - شأن غزوة غطفان بذى أمر- للإمام الواقدي ٢/ ١٩٣، ١٩٦. ٢- (الدرر ... ) للإمام ابن عبد البر ص ١٤٨.

<<  <   >  >>