للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسببها: أنه صلى الله عليه وسلّم لما أجلى «بني النضير» خرج نفر؛ منهم: «سلام بن أبي الحقيق» ، و «حيى بن أخطب» ، و «كنانة بن الربيع» النضريون، ونفر من «بني وائل» حتى قدموا على قريش ب «مكة» ، ودعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وجاؤا إلى «غطفان» «١» ، وحرضوهم على مثل ذلك، فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان، وخرجت غطفان وقائدها «عيينة بن حصن الفزاري «٢» » في فزارة، «والحارث بن عوف المري» في «مرة» .

فلما سمع بهم- عليه السلام- ضرب الخندق على المدينة؛ بإشارة من «سلمان الفارسي- رضي الله عنه- وجعله من الجهة الشامية؛ فكان من طرف الحرة الشرقية، إلى طرف الحرة الغربية؛ لأن باقي جوانب المدينة مستور بالبناآت والنخيل.

ولما فرغ منه أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال «٣» في أربعة آلاف، وكان مجموع العدو: قريش/ وغيرها عشرة آلاف، وخرج- عليه السلام- بعد أن استعمل على المدينة «ابن أم مكتوم» - رضي الله عنه- في ثلاثة آلاف، من المسلمين، حتى جعلوا ظهورهم إلى «سلع» - وهو جبل صغير معروف- فضرب هناك عسكره، والخندق بينه وبين القوم، وكان لواء المهاجرين بيد «زيد بن حارثة» رضي الله عنه، ولواء الأنصار بيد «سعد بن عبادة» - رضي الله عنه- فأقاموا على ذلك شهرا، أو قريبا منه.


(١) «غطفان» على وزن فعلان من الغطف، وهو قلة هدب العين، وهو قبيلة عظيمة. الاشتقاق ١/ ٢٦٩.
(٢) و «عيينة» : تصغير عين، وكان «عيينة» يحمق، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلّم: «الأحمق المطاع في قومه» ، وسمع «عيينه» النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: «غفار وأسلم، ومزينة، وجهينة، خير من الحليفين- أسد وغطفان- فقال: «والله لأن أكون في النار مع هؤلاء؛ أحب إلى من أن أكون في الجنة مع أولئك» : اه-: الاشتقاق لابد دريد ١/ ٢٨٥. وانظر: (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) للإمام ابن حجر ١٣/ ٢٦٠ رقم: ٦٨٥٦.
(٣) «مجتمع الأسيال» قال عنه الإمام «أبو على هارون بن زكريا الهجرى» في كتابه (التعليقات والنوادر) ترتيب الشيخ حمد الجاسر- حرف الزاي- ٣/ ١٤٨٨: «مجتمع الأسيال» : زغابة- كسحابة- آخر العقيق غربي قبر «حمزة» - «-، وهى أعلى أضم ... » التعليقات والنوادر للهجري. طبع دار اليمامة. نسخة المسجد النبوي ٨١٠٠٣٤٦٣٥ هـ. ج. ت. «مجتمع والنوادر للهجري» . طبع دار اليمامة. نسخة المسجد النبوي. ٨١٠٣٤٦٣٥/ هـ. ح. ت. وانظر: (وفاء الوفا) للسمهودي. نسخة المسجد النبوي رقم: ٢٠١٧٢٢٨ و ٩٥٦. س. م. و.

<<  <   >  >>