للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللأمة «١» ، وأثر الغبار. فقال: يا رسول الله «أقد وضعتم السلاح؟! «٢» » قال:

«نعم» ، فقال جبريل عليه السلام: «ما وضعت الملائكة السلاح بعد، وما رجعت الان إلا في طلب القوم؛ إن الله يأمرك بالسير إلى «بني قريظة» ؛ فإني عامد إليهم فمزلزل بهم حصونهم. وفى لفظ «لأدقنهم دق البيض على الصفا «٣» » ، ثم أدبر هو ومن معه من الملائكة فسطع الغبار في زقاق «بني غنم» «من الأنصار «٤» » ، فبعث النبي- عليه السلام- في حينه مناديا ينادي في الناس: من كان سميعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة «٥» ، واستعمل/ على المدينة «ابن أم مكتوم» ، فيما


- للقسطلاني والزرقاني ٢/ ١٢٧.
(١) «اللامة» أو اللأمة» عدة من عدد الحرب.
(٢) حديث وضع السلاح متفق عليه، عن عائشة- رضي الله عنها- أخرجه: الإمام البخاري في صحيحه كتاب (الجهاد والسير) رقم: ٢٦٠٢. وانظر: البخاري برقم: ٣٨٠. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب (الجهاد والسير) رقم: ٣٣١٥. وانظر: (مسند الإمام أحمد) - باقي مسند الأنصار- تحت رقمي: ٢٣١٦٠، ٢٣٨٤٥.
(٣) أثر «والله لأدقنهم ... إلخ» ذكره القسطلاني والزرقاني في (المواهب وشرحها) ٢/ ١٢٨: فقال: «هو عند ابن عائذ بسنده عن جابر، قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلّم يغسل رأسه مرجعه من طلب الأحزاب؛ إذ وقف عليه جبريل- عليه السلام- فقال: ما أسرع ما حللتم، والله ما نزعنا من لأمتنا منذ نزل العدو، قم فشد عليك سلاحك؛ فو الله لأدقنهم دق الأبيض، أو كدق البيض على الصفا» ، وليس المراد أنه يقتلهم، وإن ظاهر اللفظ لكونه خلاف الواقع؛ بل المراد ألقى الرعب في قلوبهم؛ حتى يصيروا كالهالكين، ثم أزلزلهم فأنزلهم من حصونهم فتقتلهم، فيصيروا كالبيض على الصفا، فعبر عن اسم السبب بالمسبب، وقد كان ذلك ... اه-: المواهب اللدنية مع شرحها. وانظر: (سبل الهدى والرشاد) للصالحي- غزوة بنى قريظة- ٥/ ٣- ٤.
(٤) حول قوله: «ثم أدبر ومن معه ... الخ» قال صاحبا المواهب وشرحها: «هو عند ابن سعد، من مرسل «حميد بن هلال» فأدبر «جبريل» ، ومن معه من الملائكة، حتى سطع الغبار في زفاق «بني غنم» من الأنصار ... » بطن من الخزرج» . وفي البخاري: عن أنس: «لكأني انظر إلى الغبار في زقاق «بنى غنم» موكب «جبريل» حين سار إلى بنى قريظة ... » اه-: المواهب.
(٥) حول قوله: «صلى الله عليه وسلّم من كان سميعا ... إلخ» قال الصالحي في (سبل الهدى والرشاد) ٥/ ٤: «قال قتادة فيما رواه ابن عائذ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعث يومئذ مناديا ينادي: «يا خيل الله اركبي» «وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بلالا فأذن في الناس من كان سميعا ... إلخ» اه-: سبل الهدى والرشاد. وانظر: (السيرة النبوية) لابن هشام ٣/ ٢٦٧.

<<  <   >  >>