للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالطائف اليوم، فحاصرهم بضعة عشر يوما، وقتل رجلان من المسلمين، ولم يؤذن لهم في فتحها ذلك الوقت؛ فأمر «عمر بن الخطاب» «١» فأذن بالرحيل، وانصرف في شوال، حتى أتى «الجعرانة» حيث حبس سبي «هوازن» ، فنزلها، وكان السبي ستة آلاف بين الذراري والنساء، والإبل أربعة ألف بعير، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة، وأربعة آلاف أوقية، فقسمها «٢» بين المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، كما في الصحيح.

[[غزوة تبوك]]

(فلما أتت لهجرته صلى الله عليه وسلّم ثماني سنين، وستة أشهر، وخمسة أيام غزا غزوة تبوك «٣» ) ،


(١) عن قوله: «ولم يؤذن لهم في فتحها ... إلخ» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» ٤/ ١٥٠: قال ابن إسحاق: « ... أو ما أذن لك فيهم يا رسول الله؟! قال: «لا» . قال: أفلا أؤذن بالرحيل؟ قال: «بلى» . قال: فأذن «عمر» - رضي الله عنه- بالرحيل ... إلخ اه: السيرة النبوية.
(٢) عن سبي «هوزان» انظر «السيرة النبوية» أمر أموال هوازن، وسباياها، وعطايا المؤلفة قلوبهم منها، وإنعام رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيها. وانظر: «مغازي الواقدي» ٣/ ٩٢٢- ٩٣٨. وانظر: «الطبقات» لابن سعد ٢/ ١٠٨- ١١٣.
(٣) عن «تبوك» قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» كتاب «المغازي» ٨/ ١١١: « ... وتبوك مكان معروف، هو نصف الطريق المدينة إلى دمشق، ويقال بينه وبين المدينة أربع عشرة مرحلة. وذكرها ابن سيده في «المحكم ... » في الثلاثي الصحيح، وكلام ابن قتيبة يقتضي أنها من المعتل؛ فإنه قال جاءها النبي صلى الله عليه وسلّم، وهم يبكون ماءها بقدح؛ فقال: «ما زلتم تبوكونها» ؛ فسميت حينئذ «تبوك» ، وهو غزوة «العسرة» . وهذا القول مأخوذ من قوله تعالى: الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ [سورة التوبة، من الاية: ١١٧] . وسميت بغزوة «العسرة» لحديث ابن عباس- رضي الله عنهما-: «قيل لعمر، حدثنا عن شأن ساعة العسرة، قال: خرجنا إلى «تبوك» في قيظ شديد، فاصابنا عطش» . وفي تفسير «عبد الرزاق» ، عن معمر، عن ابن عقيل، قال: «خرجوا في قلة من الظهر، وفي حر شديد؛ حتى كانوا ينحرون البعير فيشربون ما في كرشه من الماء؛ فكان ذلك عسرة من الماء، وفي الظهر، وفي الأنفقة؛ فسميت «غزوة العسرة» . و «تبوك» المشهور فيها عدم الصرف؛ للعملية والتأنيث، ومن صرفها أراد الموضع، ووقعت تسميتها بذلك في الأحاديث الصحيحة؛ منها حديث مسلم: «إنكم ستأتون غدا، عين تبوك» . وقيل: سميت بذلك لقوله صلى الله عليه وسلّم للرجلين اللذين سبقاه إلى العين: «ما زلتما تبوكانها منذ اليوم» . قال ابن قتيبة: «فبذلك سميت عين «تبوك» .

<<  <   >  >>