للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أغفيت فهتف بي هاتف يقول [من الكامل] :

«خطب أجلّ أناخ بالإسلام ... بين النخيل ومعقد الآطام «١»

قبض النبيّ محمد فعيوننا ... تذري الدموع عليه بالتّسجام «٢»

فوثبت من نومي وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات. ثم ذهب إلى المسجد فوجده خاليا، فتوجه إلى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم فوجده صلوات الله وسلامه عليه مسجى وقد خلا به أهله. ثم أتى السقيفة حيث حضر البيعة لأبي بكر (ض) ، ورجع مع القوم ليشهدوا الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وليحضروا دفنه.

ثم أنشد أبو ذؤيب وهو يبكي النبي صلى الله عليه وسلم [من الكامل] :

«لما رأيت الناس في عسلاتهم ... ما بين ملحود له ومضرّح

فهناك صرت إلى الهموم ومن يبت ... جار المهموم يبيت غير مروّح

كسفت لمصرعه النجوم وبدرها ... وتزعزعت اطام بطن الأبطح

وتزعزعت أجبال يثرب كلّها ... ونخيلها لحلول خطب مفدح

ولقد زجرت الطير قبل وفاته ... بمصابه وزجرت سعد الأذبح»

«٣»


(١) النخيل: اسم عين بالمدينة. الآطام: حصون المدينة.
(٢) التسجام: غزارة.
(٣) سعد الأذبح: نجم في السماء. ابن منظورة مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج ٨، تحقيق مأمون الصاغرجي (دمشق ١٩٨٤) ص ٩٢- ٩٣؛ الطبري، كتاب الإستيعاب، ص ٦٥- ٦٧؛ حنا الفاخوري، تاريخ الأدب، ص ٢٤٤؛ فروخ، تاريخ الأدب ١/ ٢٩١؛ الأصفهاني، الأغاني ٦/ ٦٢- ٦٣؛ الزركلي، الأعلام ٢/ ٣٢٥؛ كحالة، معجم ٤/ ١٣١؛ ابن حجر، الإصابة ٤/ ٦٥- ٦٧؛ النويري، نهاية الأرب ٣/ ٢٤٧.

<<  <   >  >>