للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دروس الشيخ حسين الجسر عالم طرابلس آنذاك. كما درس علوم البلاغة على الشيخ محمود نشابة الطرابلسي. ثم درس في الأزهر مدة خمس سنوات، إنتقل بعدها إلى استنبول حيث تخرج في مدرسة الحقوق العثمانية.

وبعد تخرجه تقلد عدة مناصب حكومية. مستنطق طرابلس- قائمقام في الناصرة بفلسطين. وفي نيسان ١٣٤٨ هـ/ ١٩٢٩ م أقيمت لعبد الحميد بطرابلس حفلة تكريمية اشتركت فيها الحكومة اللبنانية ومنحته وسام الإستحقاق اللبناني. وقد شارك في هذه الحفلة كثير من الشعراء والأدباء في الوطن العربي وفي المهجر، بما ألقوه بأنفسهم أو بما بعثوا به من خطب وقصائد وكلمات ورسائل تشيد بالشاعر، وتبين مدى تمكنه من ناصية العربية، وعظيم تحسسه لتطلعات وآمال أمته. وقد جمعت هذه الخطب والكلمات في كتاب «ذكرى يوبيل بلبل سورية» .

توفي عبد الحميد بطرابلس عام ١٣٥١ هـ/ ١٩٣٢ م. له عدة دواوين، منها:

المنهل الأصفي في خواطر المنفى- الأفلاذ الزبر جدية في مدح العترة الصيادية- الفرائد الرافعية في مدائح الحضرة الرفاعية- بالإضافة إلى أشعار في مناسبات عدة وفي أغراض الشعر المختلفة ومنها عدة قصائد في المديح النبوي [من الكامل] :

«أنا في جوارك يا رسول الله ... يابن العواتك يا عريض الجاه

فأغث عبيدا قد رماه الدهر في ... تيه اغتراب ليس بالمتناهي

وجاء فيها: يه الرحمن]

عطفا أبا الزهراء إنّ خواطري ... بك قد علقن وعن سواك سواهي

أنت الكريم وما عداك فكلّ ذي ... كرم بفضل في الورى متباهي

وخضمّ جودك كلّ بحر دونه ... أو هل لجودك في الوجود مضاهي

يا آية الرحمن كم لك في الورى ... آيات هدي كالنجوم زواهي

تاه الوجود بها وذلّ لعزّها ... كلّ امرىء مستكبر تيّاه

وخبت مصابيح الهداة جميعها ... في العالمين ولم يدم إلّا هي

<<  <   >  >>