للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جاء في إحداها [من الكامل] :

«كملت بنعت محمد خير الورى ... غرر القصائد كلّها وحجولها

واختصّ دون الأنبياء بدعوة ... وسع العباد عمومها وشمولها

فاضت على الثّقلين منه أشعّة ... طلعت وما عقب الطلوع أفولها «١»

فالإنس تعلم أنه مقصودها ... والجنّ توقن أنه مأمولها»

وفي قصيدة أخرى [من الطويل] :

«أتى والورى أسرى فكان غياثهم ... بنور سماء ينقلوه «٢» عن الإسرا

وعفّى رسوم الكافرين وأهلها ... فلا قيصر من بعد ذاك ولا كسرى «٣»

تقدّم كلّ العالمين إلى مدى ... تظلّ به الأوهام ظالعة حسرى «٤»

فسبحان من أسرى إليه بعبده ... وبورك في السّاري وبورك في المسرى»

«٥»

[٢٠٠ عبد الرحيم بن إبراهيم الشهير بابن البارزي الحموي]

ولد بحماه عام ٦٠٨ هـ/ ١٢١١ م. درس على الشيخ موسى بن عبد القادر. تولى القضاء في حماه بعد أبيه، ولم يتناول على وظيفته أي مرتب.

توفي في تبوك وهو في طريقه إلى الحج عام ٦٨٣ هـ/ ١٢٨٥ م. فحمل إلى المدينة ودفن فيها. جمع بين الفقه والأصول وعلم الكلام وبين الفنون الأدبية. له: - المجتبى في أحاديث المصطفى- أرجوزة إسمها «مداولة الأيام ومماثلة الأحكام» فيها حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وتاريخ دول الإسلام في المشرق والمغرب، وتاريخ الدول غير الإسلامية قبل الإسلام وبعده. من أشعاره في التغزل بأرض الحجاز، مسقط رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومثوى رفاقه [من الطويل] :


(١) الثقلين: الإنس والجن. أفولها: غيابها.
(٢) هكذا في الأصل. والصحيح: ينقلون.
(٣) عفى: محا.
(٤) ظالعة: يعرج في مشيه.
(٥) فروخ، تاريخ الأدب ٥/ ٦٥٥- ٦٥٧؛ الصفدي، الوافي بالوفيات ١٨/ ٣٠٢- ٣٠٣؛ الزركلي، الأعلام ٣/ ٣٤٢؛ كحالة، معجم ٥/ ١٩٩.

<<  <   >  >>