للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقدمت به السن انقبض عن الناس، وترك الاشتغال بالعلوم. وكان يردد «قرأتها لله وتركتها لله» . توفي ببلدته عام ١٠٧٣ هـ/ ١٦٦٣ م. من كتبه: - شرح نظم المكودي في الصرف- شرح شواهد الشريف على الأجرومية- كتاب في حرادث فقراء الوقت- رسالة في تحريم الدخان- ديوان مرتب على حروف المعجم في المدائح النبوية «١» .

[٢٢١ عبد الكريم بن محمد عويضة الطرابلسي]

ولد بطرابلس عام ١٢٨٣ هـ/ ١٨٦٥ م. درس أولا على عدة مشايخ طرابلسيين منهم: عبد الدائم نشابة، حسين الجسر، محمد الميقاتي. ثم تابع تحصيله العلمي في الأزهر على مشاهير مشايخه وفي طليعتهم الشيخ عبد القادر الرافعي مفتي الديار المصرية. وسلك الطريقة الشاذلية على الشيخ علي الجربي. ولما رجع إلى طرابلس أخذ يدرّس في مساجدها وفي مدارسها، وتنويها بفضله وجهوده في بث العلم والمعرفة وفي تربية الأجيال منحه رئيس الجمهورية اللبنانية الشيخ بشارة الخوري وسام الأرز.

ترك الشيخ عبد الكريم عدة آثار أدبية وصوفية منها: - مقدمة في الأدب الروحي- مجلة أسبوعية «روضة الأدب» - ديوان شعر يشمل مختلف الأغراض الشعرية وفي طليعة هذه الفنون المديح النبوي الذي أفرد له جزآ مهما من ديوانه. وله تخميس لتوسلية الشيخ أمين الجندي، وقد سماها «نوال الشفا في مديح المصطفى» . جاء فيها [من الطويل] :

«إذا ما عدت دهم الكروب العواضل ... عليّ وعادتني صروف النّوازل

وعزّ نصيري في الخطوب الغوائل ... توسّلت بالمختار أرجى الوسائل

نبيّ لمثلي خير كاف وكافل

هو المرتجى في كلّ دهماء جلّت ... وعزّت لها الأنصار منا وقلّت

هو المنّة الكبرى بنصّ الأدلة ... هو الرحمة العظمى هو النعمة التي


(١) الزركلي، الأعلام ٤/ ٥٦؛ كحالة، معجم ٦/ ٣- ٤.

<<  <   >  >>