للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جمال الدين بن مالك، ابن الظهير، ابن المنجا وغيرهم. كتب الإنشاء أولا بدمشق، ثم نقله ابن السلموس إلى مصر، ثم أعيد إلى دمشق للمركز نفسه، وظل فيه حتى وفاته عام ٧٢٥ هـ/ ١٣٢٥ م. كان شيخ صناعة الإنشاء في عصره، وكان محبا لأهل الخير، مواظبا على التلاوة والأدعية والنوافل. له:

كتاب حسن التوسل في صناعة الترسل- مقامات العشاق- منازل الأحباب ومنارة الألباب- ثلاثة مجلدات من الشعر، منها ديوان بالمدائح النبوية سماه «أهنى المنائح في أسنى المدائح» وعدد أبياته ألفا بيت وثلثمائة وخمسة وستون بيتا. منه [الطويل] :

«عريب سبوا نومي ولم تدر مقلتي ... كما سلبوا قلبي ولم تشعر الأعضا

وطلّقت نومي والجفون حوامل ... فمن أجل ذا في الخدّ أبقت لها فرضا»

وله قصيدة نبوية مطولة مطلعها [من الكامل] : ن له شفاعة واللوا والحوض]

«هذا اللقاء وما شفيت غليلا ... كيف احتيالي إن عزمت رحيلا»

وفيها:

«أصبحت في الحرم الشريف بحيث لا ... أحتاج فيه إلى الرسول رسولا

أثني عليه بما أطيق مقصّرا ... وأبثّ أشواقي إليه مطيلا

طوبى لمن أضحى بطيبة داره ... لا يضمر الإزماع والتحويلا «١»

يلقى الحبيب متى أراد ولا يرى ... إلا مقاما بالهدى مأهولا

يا سيدا لولا هداه وشرعه ... لم نعرف التّحريم، والتّحليلا

لولاك ما قطعت بنا عرض الفلا ... عيس تبارينا ضنى ونحولا

فاقبل ضراعتنا إليك وكن لنا ... يوم القيامة بالنجّاة كفيلا

فالله قد أعطاك من لطف بنا ... جاها عريضا في المعاد طويلا

فلك الشفاعة واللّوا والحوض إذ ... كلّ غدا عن قومه مشغولا

يا سيدا لو رمت حصر صفاته ... ألفيت صارم منطقي مفلولا «٢»


(١) الإزماع: الرحيل.
(٢) مفلولا بالفاء: السيف المنثلم.

<<  <   >  >>