للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقرية منفوحة (٧ هـ/ ٦٢٩ م) . له ديوان شعر يتضمن سائر الفنون الشعرية وفيه قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم نظمها ليتقرب منه ويسلم على يديه.

ومطلعها [من الطويل] :

«ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... وعادك ما عاد السّليم المسهّدا «١»

وما ذاك من عشق النساء وإنما ... تناسيت قبل اليوم خلّة مهددا «٢»

ولكن أرى الدهر الذي هو خائن ... إذا أصلحت كفّاه عاد فأفسدا

كهولا وشبانا فقدت وثروة ... فلله هذا الدهر كيف تردّدا

وفيها يقول لناقته:

فاليت لا أرثي لها من كلالة ... ولا من حفى حتى تزور محمدا «٣»

نبيّ يرى ما لا ترون وذكره ... أغار لعمري في البلاد وأنجدا «٤»

له صدقات ما تغبّ ونائل ... وليس عطاء اليوم مانعه غدا

متى ما تناخي عند باب ابن هاشم ... تراحي وتلقي من فواضله ندى «٥»

أجدّك لم تسمع وصاة محمد ... نبيّ الإله حيث أوصى وأشهدا

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ولاقيت بعد الموت من قد تزوّدا

ندمت على ألاتكون كمثله ... وأنك لم ترصد لما كان أرصدا»

«٦»


(١) السليم هو الملدوغ: سمي سليما تفاؤلا بأن يسلم. المسهد الذي لا يستطيع النوم.
(٢) مهددا: من أسماء النساء. الخلة: المودة والحب.
(٣) كلالة: تعب. آليت: أقسمت.
(٤) أغار سار في منخفض من الأرض. أنجدا: ما ارتفع من الأرض.
(٥) هذا البيت غير موجود في ديوانه.
(٦) ابن كثير، البداية والنهاية ٣/ ٩٩- ١٠٠؛ كحالة، معجم ١٣/ ٦٥؛ مبارك، المدائح النبوية، ص ١٩؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني (بيروت ١٩٧٠) ٨/ ٧٧- ٨٥؛ النويري، نهاية الأرب ١٨/ ٦٨- ٧٠؛ ابن هشام، السيرة ١/ ٣٨٧. ديوان الأعشى الكبير شرح وتعليق د. محمد محمد حسين. مؤسسة الرسالة بيروت ط ٧ ١٩٨٣.

<<  <   >  >>