للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطلب العلم فأخذه عن مشاهير علماء مدينته: محمد التدمري وعبد الحق المغربي وعلي الإسكندري وعبد الله الخليلي. ثم رحل إلى الأزهر حيث أخذ عن جملة من شيوخه. ثم ذهب إلى تركية وبقي هناك فترة ليعود بعدها إلى مدينته. لم يطلب منصبا ولا رتبة. له شعر كثير أغلبه في التصوف، وفي مدح رجالاته مؤسسي الطرق، وفيه قسم كبير في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. جاء في إحدى قصائده النبوية [من الكامل] : اته حقيقة الجمال ولاجمال غيرها]

«لمحت لنا من نورها لمحاتها ... فتضوّعت من نورها نفحاتها

ذات الجمال ولا جمال لغيرها ... إذ تجتلى مذ تنجلي مرآتها

في غيهب الأكوان لمّا أن بدت ... فوق المنصّة أسفرت وحداتها

ولها تضاءلت الفهوم وكيف تد ... ري شأوها أو شأنها لمحاتها

فالعرش والكرسيّ والقلم الذي ... يجري على لوح الوجود هباتها

فوسائط الكونين والثقلين مذ ... وجدوا لديهم كلهم بركاتها

وكذلك الرّسل الكرام جميعهم ... نوّابها وكلامهم كلماتها

فهم وإن كانوا لها آباء فهم ... أبناؤها وبحارهم قطراتها

من لي بنفحة طيبها في طيّها ... لفتى كسته لينها عذباتها

أو رشفة من ثغره يحيي بها ... من أرض ذلّة ما جنيت مواتها

كيما يفوز بذوقها متعطش ... أو ينعش المضنى بها نسماتها

فصلاة مولانا عليها دائما ... وكذا علينا من عطاه صلاتها»

«١»

[٤٥٢ يوسف بن محمد بن عبد الرحمن الباعوني]

المتوفى عام ٨٨٠ هـ/ ١٤٧٥ م. له: - تنفيس الشدة في تخميس البردة الجوهر الثمين في مدح الصادق الأمين- الدر النفيس في شرحي البردة مع التخميس «٢» .


(١) المرادي، سلك الدرر ٤/ ٢٥٠- ٢٥٢.
(٢) البغدادي، هدية العارفين ٢/ ٥٦٢.

<<  <   >  >>