للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الختام

لقد كان للمدائح النبوية الأثر البليغ في الأدب، حيث أصبح مدح الرسول صلى الله عليه وسلم «فنا صرفا تقيّد به ضروب الزخرف باسم البديعيات» «١» .

ومن الضروري أن تطلع الأمة على نماذج منها، وأن تبث مختارات منها بين ثنايا كتب ناشئتنا ليقفوا على بعض شمائل وفضائل وصفات وأخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فلقد أختصّ صلوات الله عليه بصفات حميدة، وخلال مجيدة، وأحوال سنية، وأخلاق عظيمة مرضية لم تجتمع لأحد من العالمين؛ فقد تحقق بالحلم والصبر والوفاء والتواضع والشجاعة والثبات وحسن العشرة وخفض الجناح ولين الجانب والبعد عن الغلظة والفظاظة ... إلى غير ذلك من الخصائص الطيبة التي لا يمكن حصرها «٢» . لذلك فإن هذا المؤلّف، مهما كثرت صفحاته، فإنه لن يتسع لذكر هذه الشمائل والفضائل، التي تتضاءل أمامها كل الأوصاف الحميدة التي ألصقت ببني البشر قاطبة، كقول الشاعر [من الكامل] :

«وعلى تفنّن واصفيه بحسنه ... يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف»

ومهما صنّف العلماء في تعداد صفاته، وإحصاء شمائله؛ فإن المرء لا يستطيع الوصول إلا إلى النذر اليسير منها: «فلقد أفاضوا في تحقيق أوصافه صلى الله عليه وسلم، ونقلوا الكثير الطيب من هذه الأوصاف الكريمة في كل باب من محاسن الأخلاق، فتأمل أنت هذه الصفات، واعتبر بعضها ببعض في جملتها


(١) مبارك، التصوف الإسلامي ١/ ٢٠٩.
(٢) را: الزيدي، إثبات نبوة النبي، ص ١٧١- ١٧٦.

<<  <   >  >>