للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

توفي أبو طالب في السنة العاشرة من النبوة عن بضع وثمانين سنة.

ينسب إليه مجموع صغير سمي «ديوان شيخ الأباطح أبي طالب» فيه من الركاكة ما يبرئه عنه. لكن المؤرخين لسيرته ينسبون إليه بعض الأشعار التي يمتدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم [من الطويل] :

«إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر ... فعبد مناف سرّها وصميمها

فإن حصلت أشراف عبد منافها ... ففي هاشم أشرافها وقديمها

وإن فخرت يوما فإنّ محمدا ... هو المصطفى من سرّها وكريمها»

وفي إعلانه حمايته للنبي صلى الله عليه وسلم وعصمته له من قريش وبطشها، [قوله من الكامل] :

«والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسّد في التراب دفينا

فامض لأمرك ما عليك غضاضة ... أبشر وقرّ بذاك منك عيونا

ودعوتني وعلمت أنك ناصحي ... ولقد دعوت وكنت ثمّ أمينا

وعرضت دينا قد عرفت بأنه ... من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذاري سبّة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا»

وله قصيدة لامية تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها، وتودد فيها أشراف قومه، وهو على ذلك يخبرهم في شعره أنه لن يتخلى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولن يتركه لشيء حتى يهلك دونه، كما أنه يمتدحه فيها. مطلعها [من الطويل] :

«ولما رأيت القوم لا ودّ فيهم ... وقد قطعوا كل العرى والوسائل»

ومنها في امتداح الرسول صلى الله عليه وسلم: ليم عادل]

«لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد ... وإخوته دأب المحبّ المواصل

فمن مثله في الناس أيّ مؤمّل ... إذا قاسه الحكام عند التفاضل

حليم رشيد عادل غير طائش ... يوالي إلها ليس عنه بغافل

كريم المساعي ماجد إبن ماجد ... له إرث مجد ثابت غير ناضل

وأيّده ربّ العباد بنصره ... وأظهر دينا حقّه غير زائل

حدبت بنفسي دونه وحميته ... ودافعت عنه بالذّرى والكلاكل»

وهي قصيدة مطولة ينكر أكثرها بعض أهل العلم بالشعر؛ قال ابن

<<  <   >  >>