للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هُوَ الّذِي كَادَهُمْ بِمُحَمّدٍ، وَمَعْرُوفُهُمْ إلَيْهِ مَعْرُوفُهُمْ! ثُمّ نَسِيرُ إلَيْهِ فِي عُقْرِ دَارِهِ فَنُقَاتِلُ عَلَى وِتْرٍ حَدِيثٍ وَقَدِيمٍ. فَقَالَتْ الْيَهُودُ: هَذَا الرّأْيُ. فَقَالَ كِنَانَةُ: إنّي قَدْ خَبَرْت الْعَرَبَ فَرَأَيْتهمْ [ (١) ] أَشِدّاءَ عَلَيْهِ، وَحُصُونُنَا هَذِهِ لَيْسَتْ مِثْلَ مَا هُنَاكَ، وَمُحَمّدٌ لَا يَسِيرُ إلَيْنَا أَبَدًا لِمَا يَعْرِفُ. قَالَ سَلّامُ بْنُ مِشْكَمٍ:

هَذَا رَجُلٌ لَا يُقَاتِلُ حَتّى يُؤْخَذَ بِرَقَبَتِهِ. فَكَانَ ذلك [والله] [ (٢) ] محمود! وَقَالَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَرْثِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ [ (٣) ]

بَابُ شَأْنِ سَرِيّةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أنيس إلى سفيان بن خالد بن نبيح

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ: خَرَجْت مِنْ الْمَدِينَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ الْمُحَرّمِ، عَلَى رَأْسِ أَرْبَعَةٍ وَخَمْسِينَ شَهْرًا، فَغِبْت اثْنَتَيْ عشرة ليلة، وقدمت يوم السبت لسبع بقين مِنْ الْمُحَرّمِ.

قَالَ الْوَاقِدِيّ: حَدّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنّ سُفْيَانَ بْنَ خَالِدِ بْنِ نُبَيْحٍ الْهُذَلِيّ، ثُمّ اللّحْيَانِيّ، وَكَانَ نَزَلَ عُرَنَةَ [ (٤) ] وَمَا حَوْلَهَا فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ وَغَيْرِهِمْ، فَجَمَعَ الْجُمُوعَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَضَوَى إلَيْهِ بَشَرٌ كَثِيرٌ مِنْ أَفْنَاءِ النّاسِ.

فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُنَيْسٍ، فَبَعَثَهُ سَرِيّةً وَحْدَهُ إلَيْهِ لِيَقْتُلَهُ، وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه


[ (١) ] فى ب: «فرأيتهم ووجدتهم» .
[ (٢) ] زيادة من نسخة ب.
[ (٣) ] ذكر ابن إسحاق أبيات حسان بن ثابت. (السيرة النبوية، ج ٣، ص ٢٨٢) .
[ (٤) ] فى الأصل: «عزبة» ، وما أثبتناه من ب. وعرفة: موضع بقرب عرفة، موضع الحجيج.
(شرح الزرقانى على المواهب اللدنية، ج ٢، ص ٧٦) .