للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمام النّوويّ في «التّهذيب» : (قال الإمام الحافظ ...

كلّ اسم ومسمّاه. وقد سمّى الله تعالى نبيّنا محمدا صلّى الله عليه وسلم بأسماء كثيرة في القرآن العظيم وغيره من الكتب السماوية، وعلى ألسنة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام.

(قال الإمام) الحافظ وليّ الله تعالى الشيخ محيي الدين (النّوويّ) الشافعيّ صاحب التصانيف النافعة المباركة (في) كتاب ( «التّهذيب» ) ؛ أي: «تهذيب الأسماء واللغات» : (قال الإمام الحافظ) هو أحد مراتب خمسة لأهل الحديث، أوّلها ١- الطالب؛ وهو: المبتدىء، ثمّ ٢- المحدّث؛ وهو: من تحمّل روايته واعتنى بدرايته، ثمّ ٣- الحافظ؛ وهو: من حفظ مائة ألف حديث متنا وإسنادا، ثمّ ٤- الحجّة؛ وهو من حفظ ثلثمائة ألف حديث، ثمّ ٥- الحاكم؛ وهو: من أحاط بجميع الأحاديث، ذكره المطرّزي.

فائدة: أخرج ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل» ؛ عن الزّهري:

لا يولد الحافظ إلّا في كلّ أربعين سنة. ولعل ذلك في الزمن المتقدّم، وأما في زماننا هذا؛ فقد عدم فيه الحافظ؛ كذا قاله الباجوري في «حاشيته على الشمائل الترمذية» .

قال السيد عبد الحي الكتاني في «فهرس الفهارس» : وهو عجيب، لأن الحافظ ما دام كما وصفه به الحافظ ابن الجزري: من روى ما يصل إليه، ووعى ما يحتاج إليه. انتهى. وكما وصفه به الخفاجيّ؛ من أنه: من أكثر من رواية الحديث وأتقنها!! فغير منقطع، ولم يختم بالسيوطي والسخاوي؛ كما قيل.

فمن طالع واطّلع، وتوسّع في تتبع تراجم الشاميين والمصريين واليمنيين والهنديين والمغاربة من القرن التاسع إلى الآن لم يجد الزمان خلا عمّن يتّصف بأقل ما يشترط فيمن يطلق عليه اسم الحافظ في الأعصر الأخيرة.

وغاية ما يشترط فيه عندي الآن: أن يكون على الأقل قد اشتهر بالتعاطي والإتقان لهذه الصناعة؛ فأخذ فيها وأخذ عنه، وأذعن من يعتبر إذعانه لقوله فيها، بعد تجريبه عليه: الصدق والتحرّي فيما ينقل ويقول، وبعد الغور. وتمّ له سماع

<<  <  ج: ص:  >  >>