للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ظهريا، واضعا نصب عينيه الاخرة التي هي دار القرار، وما قرّب إليها من قول وعمل.

وإذا كان له أن يأخذ حظه من الدنيا فليكن ذلك بقدر، ووفقا للمنهج الذي ارتضاه الله عز وجلّ لنا دينا، ولئلا يطمئن الناس إلى الدنيا ويركنوا إليها، تاركين العمل للاخرة «١»

وحتى يتضح لك هذا المعنى، ويرتكز في ذهنك هذا المفهوم فاقرأ بتمعن هذا الحديث الاتي:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال: «مالي وما للدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها» «٢» . وفي رواية: «والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب» .

بيّن النبي صلى الله عليه وسلم عمر الدنيا في جنب الاخرة، وأنه لا يعدو أن يكون ساعة من نهار، وحتى تستقر هذه الحقيقة في النفوس، ساق


(١) (توجيهات نبوية على الطريق/ ٢٢) د/ السيد محمد نوح، دار اليقين، مصر، المنصورة، ١٤١٨ هـ
(٢) صحيح: رواه الترمذي في كتاب الزهد، باب: ٤٤" بدون" رقم (٢٣٧٧) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني بالرقم السابق.

<<  <   >  >>