للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فربما يظن القارئ أن الايتين ليس بينهما ارتباط، والأمر ليس كذلك فإن الله تعالى يشير بهذا الأسلوب إلى أن الإسراء إنما وقع إلى بيت المقدس، لأن اليهود سيعزلون عن منصب قيادة الأمة الإنسانية لما ارتكبوا من الجرائم التي لم يبق معها مجال لبقائهم على هذا المنصب، وأن الله سينقل هذا المنصب فعلا إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجمع له مركزي الدعوة الإبراهيمية كليهما.

فقد ان أوان انتقال القيادة الروحية من أمة إلى أمة، من أمة ملأت تاريخها بالغدر والخيانة والإثم والعدوان، إلى أمة تتدفق بالبر والخيرات، ولا يزال رسولها يتمتاع بوحي القران الذي يهدي للتي هي أقوم. «١» اهـ

١٦-

[مكافأة ربانية:]

قال الجزائري حفظه الله:

" الإسراء والمعراج" كان مكافأة ربانية على ما لاقاه الحبيب صلى الله عليه وسلم من أتراح والام وأحزان، إذ كان بعد حصار دام ثلاث سنوات في شعب أبي طالب، وما لاقاه في أثنائه من جوع وحرمان، إنه كان بعد فقد


(١) (الرحيق المختوم/ ١٦٧، ١٦٨) مكتبة الصحابة، بجدة.

<<  <   >  >>