للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقوم لأحد بعدك، وهذه خصوصية أخرى له- صلى الله عليه وسلم- وهى: أن خازن الجنة لا يقوم لأحد غيره- صلى الله عليه وسلم-، فقيامه له- صلى الله عليه وسلم- فيه إظهار لمزيته ومرتبته، ولا يقوم لأحد بعده، بل خزنة الجنة يقومون فى خدمته وهو كالملك عليهم، وقد أقامه الله تعالى فى خدمة عبده ورسوله حتى مشى وفتح له الباب.

* ومنها أنه- صلى الله عليه وسلم- أول من يدخل الجنة،

قال- صلى الله عليه وسلم-: «وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لى فيدخلنيها ومعى فقراء المؤمنين ولا فخر» «١» رواه الترمذى.

* ومن خصائصه- صلى الله عليه وسلم- الكوثر

«٢» ، نهر فى الجنة يسيل من حوضه مجراه على الدر والياقوت، وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج.

ومنها الوسيلة، وهى أعلى درجة فى الجنة.

[خصائص أمة النبي ص]

وأما خصائص أمته- صلى الله عليه وسلم- وزادها شرفا، فاعلم أنه لما أنشأ الله سبحانه وتعالى العالم على غاية من الإتقان، وأبرز جسد نبينا- صلى الله عليه وسلم- للعيان، وظهرت عنايته بأمته الإنسانية، بحضوره وظهوره فيها، وإن كان العالم الإنسانى والنارى كله أمته، ولكن لهؤلاء خصوص وصف، فجعلهم خير أمة أخرجت للناس، وجعلهم ورثة الأنبياء، وأعطاهم الاجتهاد فى نصب الأحكام، فيحكمون بما أدى إليه اجتهادهم.

وكل من دخل فى زمان هذه الأمة من الأنبياء بعد نبيها، كعيسى- عليه السّلام-، أو قدر دخوله كالخضر، فإنه لا يحكم فى العالم إلا بما شرعه محمد- صلى الله عليه وسلم- فى هذه الأمة، فإذا نزل سيدنا عيسى- عليه الصلاة والسلام- فإنما يحكم بشريعة نبينا- صلى الله عليه وسلم- بإلهام أو اطلاع على الروح المحمدى أو بما شاء الله تعالى، فيأخذ عنه ما شرع الله له أن يحكم به فى أمته، فلا يحكم


(١) ضعيف: أخرجه الترمذى (٣٦١٦) فى المناقب، باب: رقم (٢٢) ، من حديث أنس، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن الترمذى» .
(٢) قلت: وقد ثبت ذلك فى القرآن، فى قول الله عز وجل إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ [سورة الكوثر: ١] .