للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها أن الطاعون لهم شهادة ورحمة، وكان على الأمم عذابا. رواه أحمد والطبرانى فى الكبير، عن حديث أبى عسيب مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. ورجال أحمد ثقات ولفظه: «الطاعون شهادة لأمتى ورحمة لهم ورجز على الكافرين» «١» .

[* ومنها: أنهم إذا شهد اثنان منهم لعبد بخير وجبت له الجنة]

«٢» . وكان الأمم السالفة إذا شهد منهم مائة.

[* ومنها أنهم أقل الأمم عملا، وأكثرهم أجرا]

وأقصرهم أعمارا، وأوتوا العلم الأول والآخر، وآخر الأمم فافتضحت الأمم عندهم ولم يفتضحوا.

[* ومنها: أنهم أوتوا الإسناد،]

وهو خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة، وسنة بالغة من السنن المؤكدة. وقد روينا من طريق أبى العباس الدغولى قال: سمعت محمد بن حاتم بن المظفر يقول: إن الله قد أكرم هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم كلها قديمها وحديثها إسناد موصول، إنما هو صحف فى أيديهم، وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم، فليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوراة والإنجيل وبين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار التى اتخذوها عن غير الثقات.

وهذه الأمة الشريفة- زادها الله شرفا بنبيها- إنما تنص الحديث عن الثقة المعروف فى زمانه بالصدق والأمانة عن مثله حتى تتناهى أخبارهم، ثم يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ، والأضبط فالأضبط، والأطول مجالسة لمن فوقه ممن كان أقصر مجالسة، ثم يكتبون الحديث من عشرين وجها وأكثر، حتى يهذبوه من الغلط والزلل، ويضبطوا حروفه ويعدوه عدّا، فهذا من فضل الله على هذه الأمة، فنستودع الله تعالى شكر هذه النعمة وغيرها من نعمه.


(١) أخرجه أحمد فى «المسند» (٥/ ٨١) من حديث عسيب مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وطرفه الأول فى الصحيح، من حديث أنس- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: والحديث الدال على ذلك أخرجه البخارى (١٣٦٨) فى الجنائز، باب: ثناء الناس على الميت، من حديث عمر- رضى الله عنه-.