للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عكرمة: من شاء باهلته «١» أنها نزلت فى نساء النبى- صلى الله عليه وسلم-. فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن ففى هذا نظر فإنه قد ورد فى ذلك أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك. فروى الإمام أحمد عن واثلة ابن الأسقع أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جاء ومعه على وحسن وحسين آخذ كل واحد منهما بيده، حتى دخل فأدنى عليّا وفاطمة وأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه- أو قال: كساءه- ثم تلا هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً «٢» وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتى، وأهل بيتى أحق» «٣» .

زاد فى رواية ابن جرير، فقلت: وأنا يا رسول الله من أهلك، قال: وأنت من أهلى. قال واثلة: وإنها أرجى ما أرتجى.

وعن أم سلمة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان فى بيتها، إذ جاءت فاطمة ببرمة فيها خزيرة، فدخلت عليه بها، فقال: «ادعى زوجك وابنيك» قالت:

فجاء على وحسن وحسين فدخلوا عليه، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وتحته كساء، قالت: وأنا فى الحجرة أصلى، فينزل الله عز وجل هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً «٤» قالت:

فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء، ثم قال:

«اللهم هؤلاء أهل بيتى وحامتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» ، قالت: فأدخلت رأسى من البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله فقال: «إنك


(١) المباهلة: الملاعنة، وهو أن يجتمع القوم إذا اختلفوا فى شىء فيقولوا: لعنة الله على الظالم منا.
(٢) سورة الأحزاب: ٣٣.
(٣) صحيح: والحديث أخرجه الترمذى (٣٢٠٥) فى التفسير، باب: ومن سورة الأحزاب، و (٣٧٨٧) فى المناقب، باب: مناقب أهل بيت النبى- صلى الله عليه وسلم-، وأحمد فى «المسند» (٤/ ١٠٧) ، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» وهو عند الترمذى من حديث عمر بن أبى سلمة- رضى الله عنه-.
(٤) سورة الأحزاب: ٣٣.