للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصلا، وإنما غايته حسد وتمن لزوال النعمة، وأيضا: فالذى ينشأ عن الإصابة بالعين حصول مكروه لذلك الشخص، ولا يتعين ذلك المكروه فى زوال الحياة، فقد يحصل له مكروه بغير ذلك من أثر العين، انتهى.

قال الحافظ ابن حجر: ولا يعكر عليه إلا الحكم بقتل الساحر، فإنه فى معناه، والفرق بينهما عسر. ونقل ابن بطال عن بعض أهل العلم: أنه ينبغى للإمام منع العائن إذا عرف بذلك من مداخلة الناس، وأن يلزم بيته، فإن كان فقيرا رزقه ما يقوم به، فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذى منعه عمر من مخالطة الناس، وأشد من ضرر الثوم الذى منع الشارع أكله من حضور الجماعة. قال النووى: وهذا القول صحيح متعين لا يعرف من غيره تصريح بخلافه.

[ذكر رقية النبى ص التى كان يرقى بها]

عن عبد العزيز قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟

قال: بلى، قال: قل اللهم رب الناس، مذهب الباس، اشف أنت الشافى لا شافى إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما «١» . رواه البخارى. وقوله: «مذهب الباس» : بغير همزة للمواخاة، أصله الهمز. وفى قوله «لا شافى إلا أنت» إشارة إلى أن كل ما يقع من الدواء والتداوى إن لم يصادف تقدير الله وإلا فلا ينجع. وقوله «لا يغادر- بالعين المعجمة- أى لا يترك» .

وفى البخارى أيضا عن مسروق عن عائشة أن النبى- صلى الله عليه وسلم- كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللهم رب الناس أذهب الباس، واشفه وأنت الشافى لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما» «٢» . وقوله «يمسح يده» أى على الوجع. وقوله «إلا شفاؤك» بالرفع بدل من موضع: لا شفاء.


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٥٧٤٢) فى الطب، باب: رقية النبى- صلى الله عليه وسلم-.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٥٧٤٣) فى الطب، باب: رقية النبى- صلى الله عليه وسلم-.