للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالها حين يصبح لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسى» . قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج «١» ، فتجعل الذى سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال: ما لك تنظر فو الله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ولكن اليوم الذى أصابنى فيه ما أصابنى غضبت فنسيت أن أقولها «٢» . رواه أبو داود، ورواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح. وعنده: فكان أبان أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر إليه فقال له أبان: ما لك تنظر إلى، أما إن الحديث كما حدثتك ولكن لم أقله يومئذ ليمضى الله أمرا قدره.

[ذكر ما يستجلب به المعافاة من سبعين بلاء:]

وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد المالكى الإفريقى، فى كتابه «أخبار أفريقية» عن أنس بن مالك مرفوعا: «من قال بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم عشر مرات برئ من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وعوفى من سبعين بلاء من بلايا الدنيا، منها الجنون والجذام والبرص والريح» . ويشهد له ما رواه الترمذى عن أبى هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أكثروا من ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم فإنها من كنز الجنة» . قال مكحول: من قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، ولا ملجأ من الله إلا إليه، كشف الله عنه سبعين بابا من الضر أدناها الفقر «٣» .


(١) الفالج: داء معروف يرخى بعض البدن، وكذلك تباعد الأعضاء كالقدمين والأسنان.
(٢) صحيح: أخرجه أبو داود (٥٠٨٨) فى الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، والترمذى (٣٣٨٨) فى الدعوات، باب: ما جاء فى الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، وابن ماجه (٣٨٦٩) فى الدعاء، باب: ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، وأحمد فى «المسند» (١/ ٦٢ و ٦٦ و ٧٢) ، وابن حبان فى صحيحه (٨٥٢ و ٨٦٢) ، والحاكم فى «المستدرك» (١/ ٦٩٥) ، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وهو كما قال.
(٣) ضعيف: أخرجه الترمذى (٣٦٠١) فى الدعوات، باب: فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، وقال الترمذى: ليس إسناده بمتصل مكحول لم يسمع من أبى هريرة، وهو كما قال إلا أن لطرفه المرفوع شواهد يصحح بها.