للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الركعتين بعد المغرب، وفى الركعتين قبل صلاة الفجر ب قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ «١» وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «٢» «٣» رواه الترمذى. وعن ابن عباس:

كان- صلى الله عليه وسلم- يطيل القراءة فى الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد «٤» ، رواه أبو داود.

وكان أصحابه- عليه السّلام- يصلون ركعتين قبل المغرب قبل أن يخرج إليهم- صلى الله عليه وسلم- «٥» . رواه البخارى ومسلم وأبو داود من حديث أنس. وفى رواية أبى داود، قال أنس: رآنا- صلى الله عليه وسلم- فلم يأمرنا ولم ينهنا «٦» . وقال عقبة: كنا نفعله على عهده، - صلى الله عليه وسلم-. رواه البخارى ومسلم.

وظاهره: أن الركعتين بعد الغروب وقبل صلاة المغرب كان أمرا قرر أصحابه عليه، وعملوا به، وهذا يدل على الاستحباب، وأما كونه- صلى الله عليه وسلم- لم يصلهما فلا ينفى الاستحباب، بل يدل على أنهما ليسا من الرواتب، وإلى استحبابهما ذهب أحمد وإسحاق وأصحاب الحديث. وعن ابن عمر: ما رأيت أحدا يصليهما على عهده- صلى الله عليه وسلم-. وعن الخلفاء الأربعة وجماعة من الصحابة أنهم كانوا لا يصلونهما. فادعى بعض المالكية نسخهما، وتعقب:


(١) سورة الكافرون: ١.
(٢) سورة الإخلاص: ١.
(٣) صحيح: أخرجه الترمذى (٤٣١) فى الصلاة، باب: ما جاء فى الركعتين بعد المغرب والقراءة فيهما، من حديث ابن مسعود- رضى الله عنه-. قال الترمذى: حديث غريب، وقال الألبانى فى «صحيح الترمذى» : حسن صحيح.
(٤) ضعيف: أخرجه أبو داود (١٣٠١) فى الصلاة، باب: ركعتى المغرب أين تصليان. من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن الترمذى» .
(٥) صحيح: أخرجه البخارى (٦٢٥) فى الأذان، باب: كم بين الأذان والإقامة ومن ينتظر الإقامة، من حديث أنس بن مالك- رضى الله عنه-، ولفظه: كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبى- صلى الله عليه وسلم- يبتدرون السوارى حتى يخرج النبى- صلى الله عليه وسلم-، وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب ولم يكن بين الأذان والإقامة شئ.
(٦) صحيح: أخرجه مسلم (٨٣٦) فى صلاة المسافرين، باب: استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب، وأبو داود (١٢٨٢) فى الصلاة، باب: الصلاة قبل المغرب. من حديث أنس بن مالك- رضى الله عنه-.