للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمسلم والبخارى أيضا من حديث يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن صلى معه- صلى الله عليه وسلم- يوم ذات الرقاع صلاة الخوف: أن طائفة صفت معه، وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتى معه ركعة ثم ثبت قائما، وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الآخرى فصلى بهم الركعة التى بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم «١» .

قال مالك: وذلك أحسن ما سمعت فى صلاة الخوف. وما ذهب إليه مالك من ترجيح هذه الكيفية وافقه الشافعى وأحمد على ترجيحها لسلامتها من كثرة المخالفة، ولكونها أحوط لأمر الحرب.

وعن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: غزوت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبل نجد، فوازينا العدو، فصاففنا لهم، فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلى بنا، فقامت طائفة معه، وأقبلت طائفة على العدو، وركع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومن معه، وسجد سجدتين، ثم انصرفوا مكان الطائفة التى لم تصل، فجاؤا فركع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بهم ركعة وسجد سجدتين ثم سلم، فقام كل واحد منهم يركع لنفسه ركعة ويسجد سجدتين «٢» . وفى حديث جابر: أنه- صلى الله عليه وسلم- كان يصلى بالناس صلاة الظهر فى الخوف ببطن نخل، فصلى بطائفة ركعتين ثم سلم ثم جاءت طائفة أخرى فصلى بهم ركعتين ثم سلم، رواه البغوى فى شرح السنة.

وعنه: أنه- صلى الله عليه وسلم- نزل بين ضجنان وعسفان، فقال المشركون: لهؤلاء صلاة هى أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وأمهاتهم، وهى العصر، فأجمعوا أمركم فتميلوا عليهم ميلة واحدة، وإن جبريل أتى النبى- صلى الله عليه وسلم- فأمره أن يقسم أصحابه شطرين، فيصلى بهم، وتقوم طائفة أخرى وراءهم وليأخذوا


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٤١٣٠) فى المغازى، باب: غزوة ذات الرقاع، ومسلم (٨٤٢) فى صلاة المسافرين، باب: صلاة الخوف. من حديث صالح بن خوّات- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٩٤٢) فى الجمعة، باب: قول الله تعالى وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ ... الآية، من حديث ابن عمر وليس عن عمر كما ذكر المصنف.