للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتى لانكسار الدهر بجبر صدعه ... فأثنت عليه ألسن وعوارف

إذا رام أمرا لا يكون خلافه ... وليس لذاك الأمر فى الكون صارف «١»

أخرج مسلم فى صحيحه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبى- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن الله عز وجل كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء» «٢» .

ومن جملة ما كتب فى الذكر- وهو أم الكتاب- أن محمدا خاتم النبيين الأحزاب: ٤٠.

وعن العرباض بن سارية عن النبى- صلى الله عليه وسلم- قال: «إنى عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل فى طينته» «٣» رواه أحمد والبيهقى، والحاكم، وقال:

صحيح الإسناد.

وقوله: لمنجدل، يعنى: طريحا ملقى على الأرض قبل نفخ الروح فيه.

وعن ميسرة الضبى «٤» قال: قلت يا رسول الله، متى كنت نبيّا؟ قال:

«وآدم بين الروح والجسد» «٥» هذا لفظ رواية الإمام أحمد. ورواه البخارى فى تاريخه وأبو نعيم فى الحلية وصححه الحاكم.


(١) قلت: الذى إذا أراد شيئا فلا يكون خلافه، هو الله عز وجل، أما غيره، فبالتبع لا بالأصل، ولولا أمر الله للشىء بذلك ما استطاع، وانظر إلى رغبته فى إسلام عمه أبى طالب، ولم يسلم، ويقول الله عز وجل له: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ سورة القصص: ٥٦، ولو كان الأمر كما قال الشاعر، لأسلم عم رسول الله صلى الله عليه وسلم-، ولا نقصد بهذا الكلام الانتقاص من شخص رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ولكن المقصد أن مشيئته- صلى الله عليه وسلم- تابعة لا أصلية، فالمشيئة الأصلية لله عز وجل، والتابعة لنبينا- صلى الله عليه وسلم- ولغيره، وكانت لنبينا- صلى الله عليه وسلم- منه الأكبر.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٢٦٥٣) فى القدر، باب: حجاج آدم وموسى- عليهما السلام-.
(٣) ضعيف: أخرجه أحمد فى المسند» (٤/ ١٢٧ و ١٢٨) ، وابن حبان فى «صحيحه» (٦٤٠٤) ، والحاكم فى «مستدركه» (٢/ ٤٥٣ و ٦٥٦) ، والبيهقى فى «دلائل النبوة» (١/ ٨٣) ، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «ضعيف الجامع» (٢٠٩١) .
(٤) فى «المسند» (٥/ ٥٩) : ميسرة الفجر، وكذا فى «الإصابة» (٦/ ٢٣٩) لابن حجر، ولعل الضبى تصحيف، حديث لم أجد أحدا نسبه بهذه النسبة.
(٥) أخرجه أحمد فى «المسند» (٥/ ٥٩) ، والحاكم فى «المستدرك» (٢/ ٦٦٥) ، والطبرانى فى «الكبير» (٢٠/ ٣٥٣) .