للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يزيد بن الأصم قال: ما تثاءب نبى قط، ويؤيد ذلك. أن التثاؤب من الشيطان «١» رواه البخارى.

[* وما احتلم قط،]

وكذلك الأنبياء «٢» . رواه الطبرانى. وكان عرقه أطيب من المسك. رواه أبو نعيم وغيره.

[وإذا مشى مع الطويل طاله،]

رواه البيهقى، ولم يقع له ظل على الأرض، ولا رؤى له ظل فى شمس ولا قمر. ويشهد له أنه- صلى الله عليه وسلم- لما سأل الله تعالى أن يجعل فى جميع أعضائه وجهاته نورا، ختم بقوله: «واجعلنى نورا» .

وكان- صلى الله عليه وسلم- لا يقع على ثيابه ذباب قط.

نقله الفخر الرازى، ولا يمتص دمه البعوض، كذا نقله الحجازى وغيره. وما آذاه القمل، قاله ابن سبع فى «الشفاء» والسبتى فى «أعذب الموارد» .

[ومنها: انقطاع الكهنة عند مبعثه،]

وحراسة السماء من استراق السمع، والرمى بالشهب، قال ابن عباس: كانت الشياطين لا يحجبون عن السماوات، وكانوا يدخلونها ويأتون بأخبارها، فيلقون على الكهنة، فلما ولد عيسى- عليه السّلام- منعوا من ثلاث سماوات، فلما ولد محمد- صلى الله عليه وسلم- منعوا من السماوات كلها، فما منهم من أحد يريد استراق السمع إلا رمى بشهاب، وهو الشعلة من النار، فلا يخطئ أبدا، فمنهم من يقتله، ومنهم من يحرق وجهه، ومنهم من يخبله فيصير غولا يضل الناس فى البرارى، وهذا لم يكن ظاهرا قبل مبعث النبى- صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكره أحد قبل زمانه. وإنما ظهر فى بدىء أمره، وكان ذلك أساسا لنبوته.

وقال معمر قلت للزهرى: أكان يرمى بالنجوم فى الجاهلية؟ قال: نعم.


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٣٢٨٩) فى بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، ومسلم (٢٩٩٤) فى الزهد والرقائق، باب: تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.
(٢) إسناده ضعيف وقد تقدم.