للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يطول بسطه. وإذا كان هذا، ففى القرآن من الكلمات نحو سبع وسبعين ألف كلمة ونيف على عدد بعضهم، وعدد كلمات إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ عشر كلمات، فيتجزأ القرآن على نسبة إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ أزيد من سبعة آلاف جزء، فكل واحد منها معجز فى نفسه، ثم إعجازه- كما تقدم- بوجهين.

طريق بلاغته، وطريق نظمه، فصار فى كل جزء من هذا العدد معجزتان فتضاعف العدد من هذا الوجه، ثم فيه وجوه إعجاز أخر، من الإخبار بعلوم الغيب، فقد يكون فى السورة الواحدة من هذه التجزئة الإخبار عن أشياء من الغيب، كل خبر منها بنفسه معجز، فتضاعفت العدد كرة أخرى. ثم وجوه الإعجاز الآخر التى ذكرناها توجب التضعيف، هذا فى حق القرآن، فلا يكاد يأخذ العدد معجزاته، ولا يحوى الحصر براهينه، انتهى.

ومن ذلك انشقاق القمر وتسليم الحجر، وحنين الجذع، ونبع الماء من بين أصابعه- صلى الله عليه وسلم-، ولم يثبت لواحد من الأنبياء مثل ذلك، كما ذكره ابن عبد السلام وغيره، وتقدم ما فيه من المباحث.

[ومنها: أنه خاتم الأنبياء والمرسلين،]

قال- صلى الله عليه وسلم-: «مثلى ومثل الأنبياء قبلى كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين» «١» . رواه البخارى ومسلم.

[ومنها: أن شرعه مؤبد إلى يوم الدين،]

وناسخ لجميع شرائع النبيين، وأنه أكثر الأنبياء تابعا كما قال- صلى الله عليه وسلم-: «فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة» «٢» . رواه الشيخان من حديث أبى هريرة.


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٣٥٣٥) فى المناقب، باب: خاتم النبيين- صلى الله عليه وسلم-، ومسلم (٢٢٨٦) فى الفضائل، باب: ذكر كونه- صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (٤٩٨١) فى فضائل القرآن، باب: كيف نزل الوحى، ومسلم (١٥٢) فى الإيمان، باب: وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- إلى جميع الناس.