للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«من رآنى فقد رأى الحق» «١» . وله أيضا من حديث جابر «من رآنى فى المنام فقد رآنى، فإنه لا ينبغى للشيطان أن يتمثل فى صورتى» «٢» وفى رواية «من رآنى فى المنام فقد رآنى فإنه لا ينبغى للشيطان أن يتشبه بى» . وفى حديث أبى سعيد عند البخارى «فإن الشيطان لا يتكوننى» «٣» أى لا يتكون كونى، فحذف المضاف ووصل المضاف إليه بالفعل.

وفى حديث أبى قتادة عند البخارى «لا يتراءى بى» «٤» بالراء، بوزن يتعاطى، ومعناه: لا يستطيع أن يتمثل بى، يعنى أن الله تعالى وإن أمكنه من التصور فى أى صورة أراد فإنه لم يمكنه من التصور فى صورة النبى- صلى الله عليه وسلم-.

وقد ذهب إلى هذا جماعة، فقالوا فى الحديث: إن محل ذلك إذا رآه الرائى على صورته التى كان عليها، ومنهم من ضيق الذرع فى ذلك حتى قال: لابد أن يراه على صورته التى قبض عليها، حتى يعتبر عدد الشعرات البيض التى لم تبلغ عشرين شعرة.

وعن حماد بن زيد قال: كان محمد- يعنى ابن سيرين- إذا قص عليه رجل أنه رأى النبى- صلى الله عليه وسلم- قال: صف الذى رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره، وسنده صحيح. وقد أخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب: حدثنى أبى قال: قلت لابن عباس، رأيت النبى- صلى الله عليه وسلم- فى المنام، قال: صفه لى، قال: فذكرت الحسن بن على فشبهته به، قال: قد رأيته، وسنده جيد.

لكن يعارضه: ما أخرجه ابن أبى عاصم من وجه آخر عن أبى هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «من رآنى فى المنام فقد رآنى، فإنى أرى فى كل


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٦٩٩٦) فى التعبير، باب: من رأى النبى- صلى الله عليه وسلم- فى المنام، ومسلم (٢٢٦١) فى الرؤيا، باب: قول النبى- صلى الله عليه وسلم-: «من رآنى فى المنام فقد رآنى» .
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٢٢٦٨) فى الرؤيا، باب: قول النبى- صلى الله عليه وسلم-: «من رآنى فى المنام فقد رآنى» .
(٣) صحيح: أخرجه البخارى (٦٩٩٧) فى التعبير، باب: من رأى النبى- صلى الله عليه وسلم- فى المنام.
(٤) صحيح: وقد تقدم حديث أبى قتادة قبل حديثين.