للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء. إن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما، إنّما ورّثوا العلم، فمن أخذه، أخذ بحظّ وافر» «١» .

[٢٠٧] عن جابر بن عبد الله- رضى الله عنهما- أنه قال: «بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعثا قبل السّاحل «٢» ، فأمّر عليهم أبا عبيدة بن الجرّاح، وهم ثلاثمائة وأنا فيهم، فخرجنا حتى إذا كنّا ببعض الطريق فنى الزّاد فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كلّه فكان مزودى تمر، فكان يقوتناه كل يوم قليلا قليلا حتى فنى، فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة «٣» فقلت: وما تغنى تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت.

قال: ثم انتهينا إلى البحر؛ فإذا حوت مثل الظّرب «٤» ، فأكل منه ذلك الجيش ثمانى عشرة ليلة.

ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مرت تحتهما فلم تصبهما» «٥» .

[٢٠٨] وروى البخارى عن جابر بن عبد الله- رضى الله عنهما- يقول: (بعثنا النّبىّ صلّى الله عليه وسلّم ثلاثمائة راكب، وأميرنا:


(١) حديث صحيح.. رواه أبو داود فى سننه، كتاب العلم، باب فضل العلم (٣٦٢٤) (١٠/ ٧٢- ٧٤) ، وأحمد فى المسند (٥/ ١٩٦) وابن ماجه فى مقدمة السنن (٢٢٣) (١/ ٨١) وابن عبد البر فى جامع بيان العلم وفضله: (١/ ٤١ ٤٣) ، والترمذى فى جامعه، كتاب العلم، باب فضل الفقه على العبادة (٢٨٢٢) (٧/ ٤٥٠- ٤٥٢) ، وابن حبان فى صحيحه (٨٨) ١/ ١٥١- ١٥٢ من الإحسان.
(٢) أى جهة الساحل.
(٣) قال ابن حجر فى الفتح (٧/ ٦٧٩) : ظاهر هذا السياق أنهم كان لهم زاد بطريق العموم وأزواد بطريق الخصوص، فلما فنى الذى بطريق العموم اقتضى رأى أبى عبيدة أن يجمع الذى بطريق الخصوص لقصد المساواة بينهم فى ذلك ففعل، فكان جميعا مزودا واحدا.
(٤) الظرب: هو الجبل الصغير.
(٥) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب المظالم- باب الشركة فى الطعام (٣/ ١٨٠) ، وفى كتاب الجهاد والسير- باب حمل الزاد على الرقاب (٤/ ٦٧) ، وكتاب المغازى- باب غزوة سيف البحر (٥/ ٢١١) ، وكتاب الذبائح والصيد- باب قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ (٧/ ١١٦) .

<<  <   >  >>