للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٢٥] عن أبى هريرة- رضى الله عنه- أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:

«الخيل لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأمّا الّذى له أجر فرجل ربطها فى سبيل الله فأطال بها فى مرج أو روضة، فما أصابت فى طيلها «١» ذلك من المرج أو الرّوضة كانت له حسنات، ولو أنّه انقطع طيلها فاستنّت شرفا أو شرفين «٢» كانت اثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنّها مرّت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقى كان ذلك حسنات له فهى لذلك أجر. ورجلّ ربطها تغنّيا «٣» وتعفّفا ثمّ لم ينس حقّ الله فى رقابها ولا ظهورها فهى لذلك ستر، ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء «٤» لأهل الإسلام فهى على ذلك وزر» «٥» .

[٢٢٦] عن أبى هريرة قال: «بعث النّبىّ صلّى الله عليه وسلم- خيلا- قبل نجد، فجاءت برجل من بنى حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية «٦» من سوارى المسجد فخرج إليه النّبىّ صلّى الله عليه وسلم فقال: أطلقوا ثمامة، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثمّ دخل المسجد فقال: أشهد ألاإله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله» «٧» .


(١) الطول والطيل: الحبل الطويل يشدّ أحد طرفيه فى وتد، والطرف الاخر فى يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه.
(٢) استن الفرس يستن استنانا: أى عدا لمرحه ونشاطه شوطا أو شوطين ولا راكب عليه.
(٣) أى غنى ليس محتاجا إلى ثمنها ويخرج زكاتها فهى له ستر.
(٤) نواء: أى معاداة ومناوأة لأهل الإسلام.
(٥) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الشرب- باب شرب الناس والدواب من الأنهار (٣/ ١٤٨) ، وفى كتاب الجهاد والسير- باب الخيل لثلاثة (٤/ ٣٥) ، وفى كتاب الأنبياء- باب علامات النبوة فى الإسلام (٤/ ٢٥٢) .
(٦) السارية: العمود، والجمع سوارى.
(٧) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الصلاة- باب الاغتسال إذا أسلم وربط الأسير (١/ ١٢٥) ، وباب دخول المشرك المسجد (١/ ١٢٧) ، وفى كتاب المغازى- باب وفد بنى حنيفة وحديث ثمامة بن أثال (٥/ ٢١٤- ٢١٥) .

<<  <   >  >>