للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذى لا يدخله أحد إلا أمن، فجئت أخيف أهله. فقال: إنا نأتيك بكل شىء تريد، فارجع. فأبى إلا أن يدخله، وانطلق يسير نحوه، وتخلّف عبد المطلب، فقام على جبل، فقال: لا أشهد مهلك هذا البيت وأهله.

ثم قال:

اللهم! إن لكلّ إله ... حلالا فامنع حلالك

لا يغلبنّ محالهم ... أبدا محالك

اللهم! فإن فعلت ... فأمر مّا بدا لك

فأقبلت مثل السحابة من نحو البحر حتى أظلتهم طير أبابيل التى قال الله تبارك وتعالى: تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ قال: فجعل الفيل يعجّ عجّا «١» فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ «٢» .

[٣٧٦] روى الشافعى عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبى يزيد، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز قالت: أتيت النبّى صلّى الله عليه وسلم فسمعته يقول:

«أقرّوا الطير على مكناتها» .

[٣٧٧] وفى رواية « ... فى وكناتها» «٣» .


(١) حديث رواه الحاكم فى مستدركه (٢/ ٥٣٥) ، وصححه ووافقه الذهبى، والبيهقى فى دلائل النبوة (١/ ١٢٢) . والحلال: القوم المقيمون المتجاورن، يريد بهم سكان الحرم والمحال- بكسر الميم- الكيد والقوة. ويعج: أى يرفع صوته.
(٢) سورة الفيل، الاية: ٥.
(٣) قال: فالتفت سفيان إلى الشافعى، وقال: يا أبا عبد الله؛ ما معنى هذا؟ قال الشافعى: إن علم العرب كان فى زجر الطير، فكان الرجل منهم إذا أراد سفرا خرج من بيته، فيمر على الطير فى مكانه فيطيره، فإذا أخذ يمينا مشى فى حاجته، وإن أخذ يسارا رجع، فقال النبى صلّى الله عليه وسلم: «أقروا الطير على مكناتها» . قال: فكان ابن عيينة يسأل بعد ذلك عن تفسير هذا الحديث، فيفسره على نحو ما فسّره الشافعى. والمكن- بكسر الكاف- موضع القرار والتمكن. وأصل المكن: بيض الضب. قال الصيدلانى: فعلى هذا يجب أن يكون المفرد مكنة- بتسكين الكاف- كتمرة وتمرات. والحديث رواه أبو داود (٢٨٣٥) ، وأحمد (٦/ ٣٨١) ، وابن حبان (١٤٣٢- كما فى مورد الظمان) ، والحاكم (٤/ ٢٣٧) ، وهو صحيح.

<<  <   >  >>