للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعيش فى جماعات بخلاف الفهد الذى يعيش منفردا.

قال ابن قتيبة: ولد الظبية أول سنة «طلا» وخشف، ثم فى السنة الثانية جذع، ثم فى الثالثة ثنىّ، ثم لا يزال ثنيا حتى يموت.

وهناك «غزال المسك» ولونه أسود، ويشبه ما تقدم فى القدّ، ودقة القوائم، وافتراق الأخلاف، ولحم الظبى حارّ يابس، وهو أصلح لحوم الصيد، وأجوده الخشف.

[(ج) الحكم الفقهى:]

يحل أكلها بجميع أنواعها. والمسك طاهر إن انفصل من الظبى حال حياته، وهو مستثنى من القاعدة الفقهية المعروفة، أن ما قطع من الحى فهو ميتة.

[(د) وإليك ما جاء فى السنة النبوية:]

[٣٨٧] عن عائشة رضى الله عنها: أهدى للنبى صلّى الله عليه وسلم وشيقة ظبى وهو محرم، فردّها.

قال سفيان: الوشيقة: ما طبخ وقدد.

وفى رواية: فلم يأكله «١»

[٣٨٨] وروى الطبرانى عن أم سلمة- رضى الله عنها- قالت:

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى الصحراء، فإذا مناد ينادى: يا رسول الله:

فالتفت فلم ير أحدا، ثم التفت فرأى ظبية موثوقة، فقالت: ادن منى يا رسول الله! فدنا منها، فقال: ما حاجتك؟ فقالت: إن لى خشفين فى هذا الجبل؛ فحلنى حتى أذهب فأرضعهما، ثم أرجع إليك. فقال صلّى الله عليه وسلم: «وتفعلين؟» ، فقالت: عذبنى الله عذاب العشّار إن لم أفعل، فأطلقها. فذهبت وأرضعت خشفيها، ثم رجعت، فأوثقها، وانتبه الأعرابى، فقال: ألك حاجة يا رسول الله؟ فقال: «نعم تطلق هذه»


(١) رواه أحمد فى مسنده ٦/ ٤٠، ٢٢٥.

<<  <   >  >>