للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفيلة من اكلة النبات، وتجمع الأعشاب بخراطيمها، وتنتزع الجذور بأنيابها الحادة. ويأكل فيل السرك نحو ١٥٠ رطلا من العشب، أو الدريس يوميا، كما يشرب خمسين جالونا من الماء.

وتتميز معظم الفيلة بلون بنى رمادى، وقد يحدث بين ان واخر أن يولد فيل ليس له هذا اللون. وإنما يكون ذا لون أبيض متسخ. ويقول العلماء عن مثل هذا الفيل: إنه «البينو» . وتوجد أفراد منه بين أنواع عديدة من الحيوانات فهناك أبقار «البينية» مثلا.

وزمان نزوه الربيع، والأنثى تحمل سنتين كما يقول الدميرى، وإن حملت لم يقربها الذكر، ولم يمسها.

ويقال: إن الفيل يحقد كالجمل، فربما قتل سائسه حقدا عليه.

[(ج) الأحكام الفقهية:]

يحرم أكل الفيل على المشهور، وعلله فى الوسيط بأنه ذو ناب مكادح، أى مغالب مقاتل. وقال الإمام أحمد: ليس الفيل من أطعمة المسلمين.

ويصح بيعه، لأنه يحمل عليه، ويقاتل به وعليه. وراكبه يرضخ له من الفىء أكثر من راكب البغل.

وفى صحة المسابقة على الفيل وجهان، وقيل قولان: أصحهما أنها تصح.

[(د) ما ورد فى الفيل من أحاديث:]

[٥٤٤] روى محمد بن سعد فى كتابه «الطبقات الكبرى» ما حدث لناقة النبى صلّى الله عليه وسلم العضباء، فقال: عن جعفر عن أبيه قال: «كانت ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلم تسمى القصواء» . فلما بركت زمن الحديبية قال الناس: خلأت القصواء. فقال النبى صلّى الله عليه وسلم: «ما خلأت القصواء، ولكن حبسها حابس الفيل» «١» .

[٥٤٥] عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: لما فتح الله- عز وجل- على رسول الله صلّى الله عليه وسلم مكة قام فى الناس فحمد الله وأثنى عليه،


(١) حديث صحيح.. رواه البخارى (٣/ ٣٥٣، ٤/ ٣٨) ، وأبو داود برقم (٢٦٧٥) ، والبيهقى (٩/ ٢١٩) .

<<  <   >  >>