للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ترجم البخاري في الأدب المفرد باب الجلوس على السرير. فذكر قصة جلوس معاوية على سرير، وقول أبي قرة: جلست مع ابن عباس على السرير. وقول أبي جمرة:

كنت أقعد مع ابن عباس فكان يقعدني على سريره. فقال لي: أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي فأقمت عنده شهرين، وقصة جلوس أنس مع أمير البصرة الحكم على سرير، وقصة أبي رفاعة العدوي السابقة عن مسلم، وفيها فأتى بكرسي خلت قوائمه من حديد. قال حميد: ولكن: زاد أراه خشبا أسودّ حسبته حديدا، فقعد عليه. وعن موسي بن دهقان قال: رأيت ابن عمر جالسا على سرير عروس عليه ثياب حمر. وعن عمران بن مسلم قال: رأيت أنسا جالسا على سرير واضعا إحدى رجليه على الآخرى والله أعلم.

«وقد ذكر المبرد في الكامل في قصة حبس عمر بن الخطاب للحطيئة على هجوه للزبرقان قال: إن عمر دعا بكرسي فجلس عليه، ودعا بالحطيئة فأجلس بين يديه، ودعا بالة القطع يوهمه أنه عامل على قطع لسانه الخ القصة، وفي سنن النسائي عن عبد خير قال:

شهدت عليا دعا بكرسي فقعد عليه، ثم دعا بماء في تور فغسل يديه ثلاثا الخ القصة» «١» .

وفي تاريخ الوزير جودت باشا التركي نقلا عن تاريخ واصف أفندي التركي، أن سيدنا يوسف عليه السلام، كان يجري الأحكام وهو جالس على كرسيه، وأن سيدنا سليمان عليه السلام كان ينفذ الأحكام أيضا، وهو على كرسي مرتفع، وأن سيدنا معاوية إتخذ لنفسه دائرة خصوصية، كان يجلس فيها على كرسي مثل التخت، ويجري الأحكام اهـ.

وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن يحيى بن أيوب، عن الكناني رسول عمر إلى هرقل، وكان يقال له جثامة بن مساحق بن الربيع بن قيس الكناني قال: جلست فلم أدر ما تحتي، فإذا تحتي كرسي من ذهب، فلما رأيته نزلت عنه، فضحك فقال لي: نزلت عن هذا الذي أكرمناك به؟ فقلت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذا- انظر ترجمة جثامة بن مساحق من فضائل الصحابة من كنز العمال.

فانظر كيف جلس على الكرسي أولا ثم نزل عنه، لا لأنه كرسي بل لما رآه من ذهب، فلو وجده من غيره مما يباح إستعماله لاسترسل جالسا عليه. والله أعلم.

في السقّاء وفيه فصول

فصل في أنه عليه الصلاة والسلام كان يستعذب له الماء.

«في باب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم للأصبهاني عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعذب له الماء من بيوت السقيا قال قتيبة: وهي عين بينها وبين المدينة يومان اهـ «٢» » .

قال السيد السمهودي في الخلاصة حين ذكره حديث عائشة المذكور: رواه أبو داود


(١) انظره في ج ١ ص ٨٣ ورقمه ١١٣ من سنن أبي داود وص ٦٩/ ١ من النسائي.
(٢) هو في آخر كتاب الأشربة من الجزء الرابع ص ١١٩ ورقمه: ٣٧٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>