للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحاح، المتصلة بالسماع، ما بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه اثنا عشر رجلا، وبالإجازة في الطريق أحد عشر، وذلك كثير، وبضعف يسير غير واه عشرة. ولم يقع لنا بذلك إلا أحاديث قليلة جدا في معجم الطبراني الصغير اهـ.

قلت: حبب إلي أن أسوقها هنا بأعلى ما حصل لنا ولأقراننا في قرننا هذا الرابع عشر، وذلك ما أخبرنا به مسند الدنيا، البدر عبد الله بن درويش بن إبراهيم السكري الدمشقي بها عام ١٣٢٤ قال: أخبرنا مسند الدنيا الوجيه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الكزبري، أنا المعمر مصطفى الرحمتي الدمشقي، عن العارف عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الصالحي، عن نجم الدين محمد بن محمد الغزي عن أبيه البدر محمد بن محمد الغزي العامري الدمشقي، أنا الحافظ عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي قال: أنا مسند الدنيا محمد بن مقبل الحلبي إجازة مكاتبة عام ٨٦٩ عن محمد بن إبراهيم بن أبي عمر المقدسي، وهو آخر من حدث عنه بالإجازة، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البخاري، وهو آخر من حدث عنه، عن أبي القاسم الصيدلاني وهو آخر من حديث عنه، أتنا أم إبراهيم بنت عبد الله، وأبو الفضل الثقفي سماعا، عليهما قالا، أنا أبو بكر بن ربدة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا بن عبد الله بن رما حسن عام ٢٧٤، ثنا أبو عمرو زياد بن طارق، وكان قد أتت عليه مائة وعشرون سنة قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم هوازن ذهب يفرق السبي فأتيته، فقلت:

أمنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر

أمنن على بيضة قد عاقها قدر ... مشتت شملها في دهرها غير

أبقت لنا الدهر هتافا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر

إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس علما حين يختبر

أمنن على نسوة قد كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر

لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنّا معشر زهر

إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدّخر

فألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك، إنّ العفو مشتهر

يا خير من مرحت كمت الجيادبه ... عند الهياج إذا ما استوقد الشرر

إنا نؤمل عفوا منك تلبسه ... هذي البرية إذ تعفو وتنتصر

فاعف عفا الله عما أنت واهبه ... يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر

قال فلما سممع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشعر قال: ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم «١» ، وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ورسوله، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله


(١) انظر سيرة ابن هشام ج ٢/ ٤٨٨ حول إعادة السبي والأموال إلى هوازن.

<<  <  ج: ص:  >  >>