للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضلعا من إضلاعه فأمالها ثم رحّل أعظم بعير معنا فمر من تحتها وتزودنا من لحمه فلما قدمنا المدينة أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال: هو رزق فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله» .

قلت: وفي طبقات ابن سعد أن المصطفى عليه السلام، كتب إلى بني جنبه وهم يهود بمقنا وإلى أهل مقنا، ومقنا قريب من إيلة كتابا جاء فيها: وإن عليكم ربع ما أخرجت نخلكم، وربع ما صادت عروككم. (والعروك خشب تلقى في البحر يركبون عليها فيلقون شباكهم يصيدون السمك) . [انظر الطبقات ج ١ ص ٢٧٦ طبعة دار صادر بيروت] .

[باب لم يتصيد عليه السلام بنفسه الكريمة ولا اشترى صيدا]

قال الشعراني في كتابه منح المنة في التلبس بالسنة ص ٣٣: وكان عليه السلام يأكل لحم الدجاج والطير الذي يصاد ولا يشتريه، ولا يصيده ويحب أن يصاد له فيؤتى به فيأكله اهـ.

تنبيه من أجمع ما كتبه المتاخرون في الصيد واحكامه منظومة الإمام البارع أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الجبار بن أحمد الفجيجي المترجم في دوحة الناشر وغيرها التي أولها:

يلومونني في الصيد والصيد جامع ... لاشياء للإنسان فيها منافع

فأولها أكل الحلال به ... نصوص كتاب الله وهي مواضع «١»

فصحة جسم ثم صحة ناظر ... وأحكام اجراء السوابق رابع

وبعد عن الرذال مع صدق همة ... واغلاق باب القول والقال سابع

وأيضا لعرض المرء فيه سلامة ... وخفظ لدينه «٢» وذلك تاسع

وفيه لأهل الفضل والدين عبرة ... وتذكرة لها لديهم مواقع

ويورث طيب النفس والجود والسخا ... ويألف منه الصبر من هو جازع

ويشفي الهموم المهرمات عن الفتى ... ويقمع وجد الشيب كي لا يسارع

ويورث عند الإلتحام شجاعة ... وفيه من السر الخفي بدائع

كرعي انتظام وافتقاد رعية ... وحفظ جناب من عدو ينازع

وتدبير أمر الجيش والفتك بالعدا ... وصيد أسود الأنس والأمر ضارع

ويصفو دماغ المرء والجسم جملة ... من أخلاق سوء أو فضول تطاوع

ويغني عن الطب الضعيف علاجه ... وما مثله للحزن والسقم دافع

وقد جاء سافروا تصحّوا وتغنموا ... وذلك من قول النبوة شائع

وما ريىء مفلوجا مريعا طريده ... حكى من ذوي التجريد قوم بلائع

وأيضا يزيد في الذكاء وفي الدها ... وذلك كلّ إلى العقل راجع


(١) في الشطرة الأولى نقص اختل به الوزن.
(٢) كلمة: لدينه هنا تخل بالوزن. ولو قال: بدنياه لاستقام.

<<  <  ج: ص:  >  >>