للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثا: تنقية براجمه ورواجبه لحديث ابن عباس «١» أن جبريل ابطأ علي النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك فقال: كيف لا يبطأ علي وأنتم حولي لا تستنقون، ولا تقلمون أظفاركم، ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون رواجبكم، قال أبو نعيم: البراجم العقد التي في مفاصل قصبات الأصابع من باطن، والرواجب: ملتقى رؤوس السلاميات إذا قبض القابض كفّ شخص.

رابعا: هو اغتساله مهما أحس من نفسه ريحا أو عرقا يتأذى به، لما رواه عن عائشة قالت: كان الناس يأتون الجمعة من العوالي فيأتون في الغبار والعرق، فيخرج منهم الريح، فأتى إنسان منهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تطهرتم لهذا اليوم [رواه البخاري في كتاب الجمعة باب ١٥ ص ٢١٧/ ١] .

خامسا: أخذه من شاربه إذا طال، لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعفوا اللحى وخذوا من الشارب [روى مالك في الموطأ عن ابن عمر كتاب الشعر ص ٩٤٧: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخفاء الشوارب وإعفاء اللحى] .

سادسا: تسكينه من شعره إذا كان ذا شعر، لما رواه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا أشعث الرأس فقال: أما يجد هذا ما يسكن به شعره [رواه أحمد ج ٣/ ٣٥٧] .

سابعا: أن لا يغافل الترجل والتدهن، لحديث جابر قال: كان لأبي قتادة وفرة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال: إدهنها وأكرمها.

ثامنا: اجتهاده في نظافة ثوبه، وتحرزه من الوسخ عليه، لما رواه أيضا عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم فرأى رجلا أشعث. قال: أما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه، ويلم شعثه. وروي عن أبي صالح قال: ما كنت أتمنى من الدنيا إلا ثوبين أبيضين أجالس فيهما أبا هريرة [انظر مسند أحمد ج ٣/ ٣٥٧] .

تاسعا: أن يمسّ من الطيب إذا وجد إليه سبيلا لما رواه عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يخرج إلى أصحابه ثقيل الريح، وكان إذا كان في آخر الليل مسّ طيبا.

عاشرا: اجتنابه للطعام الذي فيه رائحة كريهة؛ لما رواه «٢» عن عطاء قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه البقلة، فلا يقربنّ مساجدنا.

إحدى عشر: غسله ليده إذا أكل زهيما لئلا يؤذي محاذيه، لما رواه عن ابن عمر قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذا اللحم شيئا فليغسل يده من وضره، لا يؤذي من يحاذيه [روى أحمد ج ٤/ ١٨٠ حديثا بمعناه عن سهل بن الحنظلية: من أكل لحما فليتوضأ] .

الثاني عشر: احترازه من اشتغال العالم أو جليسه بالجشاء بل يكظمه، لما رواه «٣» عن ابن عمر أن رجلا تجشأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كف جشاءك عنا.


(١) رواه أحمد عن ابن عباس ١/ ٢٤٣.
(٢) مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة رقم ٦٩ ص ٣٩٤/ ١.
(٣) ابن ماجه في كتاب الأطعمة باب ٥٠ ج ٢/ ١١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>