للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر؟ قال: ابن الخطاب. قلت: والله أني أفرق من عمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشيطان يفرق من عمر. وفي لفظ من حسّ عمر.

[باب فيمن كان يضرب به المثل في الفضائل كلها من الصحابة]

كان يضرب المثل بفضائل علي في الكثرة، كما قال محمد بن مكرم لأبي على البصير: فضولك والله أكثر من فضائل علي، وقال الجاحظ: لا يعلم رجل في الأرض، متى ذكر السبق في الإسلام، والتقدم فيه، ومتى ذكرت النخوة، والذب عن الإسلام، ومتى ذكر الفقه في الدين، ومتى ذكر الزهد في الأمور، التي يتناصر الناس عليها، وكان مذكورا في هذه الخلال كلها، إلا عليّ.

وكان الحسن يقول: قد يكون الرجل عالما، وليس بعابد، وعابدا وليس بعالم، وعابدا عالما وليس بعاقل، وسليمان بن يسار عالم عابد عاقل. قال الثعالبي في الثمار:

انظر ابن تقع خلال سليمان من خصال علي اهـ.

وقال الحافظ ابن الجزري في كتابه أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب ص ٥٩: انتهت إليه جميع الفضائل من أنواع العلوم، وجميع المحاسن، وكرم الشمائل، من القرآن والحديث، والفقه، والقضاء، والتصوف، والشجاعة، والولاية، والكرم، والزهد، والورع، وحسن الخلق، والتقوى، وإصابة الرأي.

ونقل عن الإمام أحمد أنه قال: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب.

[باب فيمن كان يضرب به المثل في الصدق]

كان يضرب المثل في الصدق بأبي ذر رضي الله عنه، وقول المصطفى: «ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء بعد النبيئين أصدق لهجة من أبي ذر» «١» مشهور. قال الثعالبي في الثمار: ومن أملح ما سمع في ضرب المثل به قول الصاحب بن عبّاد في إنسان كذوب (والفاختة عنده أبو ذر) لأن الفاختة عنده يضرب بها المثل في الكذب، وأبو ذر يضرب به المثل في الصدق.

[باب فيمن كان يضرب به المثل في المشية من الصحابة]

كان يضرب المثل بسماك بن خرشة الأنصاري «٢» ، وكان شجاعا بطلا قد تعوّد الإقدام حيث تزل الأقدام. وله آثار جميلة في الإسلام، وكانت له مشية عجيبة في الخيلاء، ونظر


(١) رواه أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو وأبي الدرداء ج ٢ ص ١٧٥، ٢٢٣، ج ٥ ص ١٩٧، ج ٦ ص ٤٤٢.
(٢) هو المعروف بكنيته أيضا أبو دجانة وانظر ترجمته في الإصابة ج ٤ ص ٥٨ ورقمها ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>