للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشدُّ انْفِضَاجاً مِنْ حُقّ الكَهُول» أَيْ أشدُّ اسْتِرخاءً وضَعْفاً مِنْ بَيْت العَنْكَبوت.

(فَضَحَ)

(هـ) فِيهِ «أَنَّ بلاَلاً أتَى ليُؤْذنَه «١» بِصَلَاةِ الصُّبح. فشَغَلَت عائشةُ بِلَالًا حَتَّى فَضَحَه الصُّبح» أَيْ دَهَمَتْه «٢» فُضْحَةُ الصُّبح، وَهِيَ بَيَاضُهُ. والأَفْضَح: الأبْيض لَيْسَ بِشَدِيدِ الْبَيَاضِ.

وَقِيلَ: فَضَحَه: أَيْ كَشَفه وبَيَّنَه للأعْيُن بضَوْئه.

ويُروى بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَمَّا تَبَيَّن الصُّبح جِدّا ظَهَرت غَفْلَتُه عَنِ الوقْت، فَصَارَ كَمَا يَفْتَضِحُ بعَيْب ظهرَ مِنْهُ.

(فَضَخَ)

(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «قَالَ لَهُ: إِذَا رَأَيْتَ فَضْخَ الْمَاءِ فاغْتَسِل» أَيْ دَفْقَه، يُريد المَنيَّ.

[هـ] وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الفَضِيخ» فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ شَراب يُتَّخَذ مِنَ البُسْر المَفْضُوخ:

أَيِ المَشْدوخ.

(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «نَعْمِد إِلَى الحُلْقانة فنَفْتَضِخُه» أَيْ نَشْدَخُه باليَد.

[هـ] وسُئل ابنُ عُمَرَ عَنِ الفَضِيخ فَقَالَ: «لَيْسَ بالفَضِيخ، وَلَكِنْ هُوَ الفَضُوخ» الفَضُوخ:

فَعُول، مِنَ الفَضِيخَة، أَرَادَ أَنَّهُ يُسْكِرُ شارِبَه فيَفْضَخه.

(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إنْ قَرَبْتَها فَضَخت رأسَك بِالْحِجَارَةِ» .

(فَضَضَ)

(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ «أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْتَدَحْتك، فَقَالَ: قُلْ لَا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ، فأنْشَده الْأَبْيَاتَ الْقَافِيَّةَ» أَيْ لَا يُسْقط اللَّهُ أسْنانَك. وتَقْديره: لَا يَكْسر اللَّهُ أسْنانَ فِيك، فَحَذَفَ المُضاف. يُقَالُ: فَضَّه إِذَا كَسَره.

وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّابِغَةِ الجَعْدِيّ «لَمَّا أنشدَه القَصِيدة الرَّائِيَةَ قَالَ: لَا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ، فَعَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً لَمْ تَسْقط لَهُ سنٌّ.

وَمِنْهُ حَدِيثُ الحُديْبية «ثُمَّ جِئتَ بِهِمْ لبَيْضَتِك لتَفُضَّها» أي تَكْسِرها.


(١) ضبطت في الأصل: «ليوذّنه» وفي اللسان: «ليوذّن بالصبح» أثبت ضبط ا، والهروي.
(٢) في الهروي: «وَهَّمَتْه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>