للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(كَأَيٍّ)

(س) فِي حَدِيثِ أُبَيّ «قَالَ لزِرّ بْنِ حُبَيْش: كأَيِّنْ تَعدُّون سُورة الْأَحْزَابِ» أَيْ كَمْ تَعُدّونها آيَةً.

وتُسْتَعْمل فِي الخَبر والاسْتفهام مِثْلَ كَمْ، وَأَصْلُهَا كأْيُنْ، بِوَزْنِ كَعْيٍ، فقُدمَت «١» الْيَاءُ عَلَى الْهَمْزَةِ، ثُمَّ خُفِّفت فَصَارَتْ بِوزْن كَيْعٍ، ثُمَّ قلِبَت الْيَاءُ أَلِفًا. وَفِيهَا لُغات، أَشْهَرُهَا كَأَيٍّ، بالتَّشديد. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.

بَابُ الْكَافِ مَعَ الْبَاءِ

(كَبَبَ)

(هـ) فِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْل «فأَكَبُّوا رَواحِلهم عَلَى الطَّرِيقِ» هَكَذَا الرِّوَايَةُ.

قِيلَ: وَالصَّوَابُ: كَبُّوا، أَيْ ألْزموها الطَّرِيقَ. يُقَالُ: كَبَبْتُهُ فأَكَبَّ، وأَكَبَّ الرجُلُ يُكِبُّ عَلَى عَملٍ عَمله «٢» إِذَا لزَمه.

وَقِيلَ: هُوَ مِنْ بَابِ حَذف الجارِّ وإيصالِ الفْعل. المعنَى جَعَلُوهَا مُكِبَّةً عَلَى قَطْع الطَّريق: أَيْ لازِمه لَهُ غَيْر عَادِلَةٍ عَنْهُ.

(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي قَتادة «فلمَّا رَأَى الناسُ المِيضَأة تَكابُّوا عَلَيْهَا» أَيِ ازدَحَموا، وَهِيَ تَفَاعلوا، مِنَ الكُبَّة بِالضَّمِّ، وَهِيَ الجَماعة مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ.

(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَّهُ رَأَى جَمَاعَةً ذَهَبَتْ فرجَعَت، فَقَالَ: إياكُم وكُبَّةَ السُّوق فإِنها كُبَّةُ الشَّيْطَانِ» أَيْ جَماعة السُّوق.

(س) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «إِنَّكُمْ لَتُقَلّبون حُوَّلاً قُلَّباً إنْ وُقِيَ كَبَّةَ «٣» النَّارِ» الكَبَّة بِالْفَتْحِ: شِدّة الشَيءْ ومعظمه، وكَبَّة النار: صَدْمَتُها.

[(كبت)]

(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ رَأَى طلحةَ حَزِينًا مَكْبوتا» أَيْ شَدِيدَ الحُزْن. قِيلَ:

الأصْل فِيهِ مكْبُوداً بِالدَّالِ: أَيْ أصَابَ الحُزْنُ كَبِدَه، فَقُلِبَتِ الدَّالُ تَاءً. وكَبَتَ اللَّهُ فُلاناً: أَيْ أذَلَّه وصَرَفَه.

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ اللَّهَ كَبَت الْكَافِرَ» أَيْ صَرَعه وخَيَّبَه.


(١) فى ا: «تقدمت» وانظر اللسان (أى) .
(٢) في الهروي: «يعمله» .
(٣) بهذا يصوَّب ما سبق في صفحة ٤٦٤ من الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>