للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا قبْله، والتَّوبة تَجُبّ مَا قَبْلَهَا» أَيْ يَقْطعان ويَمْحُوَان مَا كَانَ قَبْلَهُمَا مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ.

(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُوَرَّقٍ «المُتَمسّك بِطَاعَةِ اللَّهِ إِذَا جَبَّبَ الناسُ عَنْهَا كالْكَارِّ بَعْد الفَارِّ» أَيْ إِذَا تَرك النَّاسُ الطَّاعَاتِ ورَغِبوا عَنْهَا. يُقَالُ: جَبَّبَ الرجُل: إِذَا مشَى مُسْرعا فَارًّا مِنَ الشَّيْءِ.

(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِجَبُوبِ بدْر» الجَبُوب- بِالْفَتْحِ- الْأَرْضُ الْغَلِيظَةُ «١» . وَقِيلَ هُوَ المَدَر، واحِدتُها جَبُوبَة.

وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «رَأَيْتُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَيَسْجُدُ عَلَى الجَبُوب» .

(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ دفْن أُمِّ كُلْثُومٍ «فَطفِق النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلْقي إِلَيْهِمْ بالجَبُوب وَيَقُولُ: سُدّوا الفُرَج» .

(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ تَنَاوَلَ جَبُوبَة فَتفَل فِيهَا» .

وَحَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: عنَّت لِي عِكْرِشَة فشَنَقْتُها بِجَبُوبَة» أَيْ رمَيْتها حَتَّى كَفَّت عَنِ العَدْو.

(هـ) وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ «وسُئل عَنِ امْرَأَةٍ تَزوّج بِهَا: كَيْفَ وجَدْتَها؟ فَقَالَ:

كالخَيْر مِنِ امرأةٍ قَبَّاءَ جَبَّاء، قالوا: أو ليس ذَلِكَ خَيْرًا؟ قَالَ: مَا ذَاكَ بأدْفأ للضَّجِيع وَلَا أرْوَى للرَّضيع» يُرِيدُ بالجَبَّاء أنَّها صَغِيرَةُ الثَّدْيَيْن، وَهِيَ فِي اللُّغَةِ أَشْبَهُ بالَّتي لَا عَجُز لَهَا، كالبَعير الأجَبّ الَّذِي لَا سَنام لَهُ.

وَقِيلَ: الجَبَّاء: الْقَلِيلَةُ لَحْم الفَخِذَين.

وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «إنَّ سِحْر النبي صلى الله عليه وسلم جُعِلَ فِي جُبّ طَلْعَة» أَيْ فِي دَاخِلِهَا، ويُروَى بِالْفَاءِ، وَهُمَا مَعاً: وِعاء طَلْع النَّخِيل.

(جَبْجَبَ)

(س) فِي حَدِيثِ بَيْعَةِ الْأَنْصَارِ «نادَى الشَّيْطَانُ يَا أَصْحَابَ الجُبَاجِب» هِيَ جَمْعُ جُبْجُب- بِالضَّمِّ- وَهُوَ المسْتَوى مِنَ الْأَرْضِ لَيْسَ بحَزْن، وَهِيَ هَاهُنَا أَسْمَاءُ مَنَازِلَ بِمِنًى، سُمِّيَتْ بِهِ،


(١) أنشد الهروى لعبيد بن الأبرص.
فرفّعته ووضّعته ... فكدّحت وجهه الجبوب
والتكديح: التخديش.

<<  <  ج: ص:  >  >>