للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «فكسرتُ حَجراً وحَسَرتُه فَانْذَلَقَ» أَيْ صَارَ لَهُ حَدٌّ يَقْطَع.

وَفِي حَدِيثِ حَفْر زَمْزَمَ «أَلم نَسْق الْحَجِيجَ ونَنْحر الْمِذْلَاقَةَ الرُّفْد» . الْمِذْلَاقَةُ: الناقةُ السَّريعة السَّيْرِ.

وَفِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ذَكَرَ «ذُلَقْيَة» هِيَ بِضَمِّ الذَّالِ وَسُكُونِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْيَاءِ تَحتها نُقْطَتَان:

مدينةٌ للرُّوم.

(ذَلَلَ)

فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «المُذِلُّ» هُوَ الَّذِي يُلْحِقُ الذُّلَّ بِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبادِه، ويَنْفِي عَنْهُ أنواعَ العِزِّ جميعَها.

(هـ) وَفِيهِ «كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُذَلَّل لِأَبِي الدَّحْداح» تَذْلِيلُ العُذُوق: أَنَّهَا إِذَا خَرَجَت مِنْ كوَافِيرها الَّتِي تُغَطّيها عِنْدَ انْشِقَاقها عَنْهَا يَعْمِد الآبِرُ فَيُسَمّحُها «١» ويُبَسِّرُها حَتَّى تَتَدلَّى خَارِجَةً مِنْ بَيْنِ الْجَرِيدِ والسُّلاَّء، فيَسْهُل قِطافُها عِنْدَ إدراكِها، وَإِنْ كَانَتِ العَينُ مَفْتُوحةً فَهِيَ النَّخلة، وتَذْلِيلُهَا:

تسهيلُ اجتناءِ ثَمرها وإدْناؤُها مِنْ قَاطِفها.

(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يتركُون الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ مُذَلَّلَةً لا يَغْشاها إلا العَوَافي» أَيْ ثِمَارُها دانيةٌ سَهْلةُ المُتَنَاوَل مُخلاَّة غَيْرَ مَحْميَّة وَلَا مَمْنُوعة عَلَى أحْسن أَحْوَالِهَا. وَقِيلَ أَرَادَ أَنَّ المَدِينة تَكونُ مُخَلاَّة خالِية مِنَ السُّكَّان لَا يَغْشَاها إِلَّا الوُحُوش.

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اللَّهُمَّ اسْقنا ذُلُلَ السَّحاب» هُوَ الَّذِي لَا رَعْد فِيهِ وَلَا بَرْق، وَهُوَ جَمْعُ ذَلُولٍ، مِنَ الذِّلِّ بِالْكَسْرِ ضِدَّ الصَّعْب.

وَمِنْهُ حَدِيثُ ذِي القَرْنين «أَنَّهُ خُيّر فِي رُكُوبِهِ بَيْنَ ذُلُلِ السَّحاب وصِعابه فَاخْتَارَ ذُلُلَهُ» .

وَمِنْهُ حديث عبد الله «ما من شى ءمن كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ عَلَى أَذْلَالِهِ» أَيْ عَلَى وجُوهِه وطرُقه، وَهُوَ جَمْعُ ذِلٍّ بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: ركبُوا ذِلَّ الطَّريق، وَهُوَ مَا مُهِّد مِنْهُ وذُلِّلَ.

[هـ] وَمِنْهُ خُطْبَةُ زِيَادٍ «إِذَا رَأيتُموني أُنْفذ فِيكُمُ الْأَمْرَ فأنْفِذُوه عَلَى أَذْلَالِهِ» .

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ «بَعْضُ الذُّلِّ أبْقَى للأهْل وَالْمَالِ» مَعْنَاهُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أصابته خُطّةُ


(١) في بعض النسخ «فيمسحها» قاله مصحح الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>