للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ «١» . وعندما تظاهر يهود قينقاع بالعداوة وتحصنوا بحصونهم، سار إليهم عليه الصلاة والسلام في نصف شوال من هذه السنة يحمل لواءه عمه حمزة، وخلف على المدينة أبا لبابة الأنصاري «٢» ، فحاصرهم خمسة عشرة ليلة.

[جلاء قينقاع]

ولمّا رأوا من أنفسهم العجز عن مقاومة المسلمين وأدركهم الرعب سألوا رسول الله أن يخلي سبيلهم، فيخرجوا من المدينة ولهم النساء والذرية، وللمسلمين الأموال فقبل ذلك عليه الصلاة والسلام، ووكّل بجلائهم عبادة بن الصامت وأمهلهم ثلاث ليال، فذهبوا إلى أذرعات «٣» ولم يحل عليهم الحول حتى هلكوا، وخمّس عليه الصلاة والسلام وأموالهم، وأعطى سهم ذوي القربي لبني هاشم ولبني المطلب دون بني أخويهما عبد شمس ونوفل، ولما سئل عن ذلك قال: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد في الجاهلية والإسلام هكذا وشبك بين أصابعه.

غزوة السّويق «٤»

كان أبو سفيان متهيجا لأنه لم يشهد بدرا التي قتل فيها ابنه وذوو قرباه، فحلف ألايمسّ رأسه الماء «٥» حتى يغزو محمّدا، وليبرّ بقسمه خرج بمائتين من أصحابه يريد المدينة، ولما قاربها أراد أن يقابل اليهود من بني النضير ليهيجهم ويستعين بهم على حرب المسلمين، فأتى سيدهم حيي بن أخطب فلم يرض مقابلته،


(١) اية ٥١- ٥٢.
(٢) كان نقيبا شهد العقبة، وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد، وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في غزوة السويق، مات في خلافة علي.
(٣) بلد في الشام (المؤلف) (قرية واقعة بين السويداء ودمشق وتسمّى الان ازرع وهي تابعة لمنطقة حوران وتبعد عن دمشق ١٠٠ كم جنوبا) .
(٤) وقعت في ذي الحجة وتسمى أيضا غزوة قرقرة الكدر (والقرقرة: الأرض الملساء. والكدر: هو الذي في ألوانها كدرة) .
(٥) أي لا يقرب النساء.

<<  <   >  >>